قاسم س. قاسم بعد غياب أشهر عن عقد الندوات والمؤتمرات التي كانت تصل في بعض الأحيان الى أربعة أسبوعياً بشأن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خفّت هذه المؤتمرات الى حد كبير، وخصوصاً بعدما أقرّ المجلس النيابي في جلسة 17 آب، حقوقاً منقوصة لهؤلاء اللاجئين على أرضه.
لكن، وفي المؤتمر الدولي الذي نظمته الأونروا ومعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في جامعة بيروت الأميركية أمس، تحت عنوان «الأونروا واللاجئون الفلسطينيون بعد ستين عاماً: من الإغاثة والتشغيل الى التنمية الإنسانية» حصلت مفاجأة سارة. للوهلة الأولى تعتقد أنك سترى الأشخاص أنفسهم الذين اعتدت رؤيتهم في المؤتمرات وأنك ستسمع الكلمات نفسها التي لطالما كانت تتكرر على مسامع المشاركين. لكن تبيّن أن هناك جدية ما في اختيار أغلب الحضور، وهم لا شك من أصحاب المعرفة بالملفات التي سيتطرقون إليها. هكذا، كانت كارن أبو زيد المفوض العام السابق للأونروا جالسة بالقرب من خلفها فيلبو غراندي، المفوض الحالي، الذي كان منذ فترة يلقي كلمة الأونروا أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة. ربما لذلك بدا للمتابعين أن الندوة، التي سنعود إليها بالتفصيل بعد انتهائها غداً، شديدة الأهمية والجدية.
من جهته، رأى ممثل منظمة التحرير عبد الله عبد الله أن الأونروا هي الشاهد الدولي على القضية الفلسطينية، أما بالنسبة إلى رئيسة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني مايا مجذوب فقالت إن اللجنة ستسعى جاهدةً للعمل على تحسين وضع الفلسطينيين انطلاقاً من البيان الوزاري. وإلى هؤلاء، حضر أمس أكاديميون من مختلف جامعات العالم وخصوصاً من جامعتي أوكسفورد وبروكلين ليقدموا دراسة نقدية عن دور الأونروا خلال سني عملها. ولقد طرحوا خلال مداخلتهم التعريف الدولي للحماية واللجوء، وحقوق الإنسان، وكيف أن الأونروا تطبقها في مناطق عملها، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها. جاء غراندي ليلقي كلمة الأونروا، فقدم «كشف حساب» عما قدمته الوكالة الأممية من خدمات للاجئين، بالإضافة إلى العوائق التي تواجههم والمحاولات لتذليلها. المؤتمر في يومه الأول «أكاديمي بحت»، كما يقول ساري الحنفي منظّم النشاط، الذي رأى أن المنظّمين عملوا على «طرح أوراق أكاديمية حول دور الأونروا، ولتردّ الوكالة عبر مفوّضها العام على الانتقادات الموجّهة لها»، يقول. هكذا، وبينما كان المشاركون في «المؤتمر الدولي»، الذي سينتهي غداً بجلسة مغلقة لرسم خطة عمل للوكالة، يبحثون شؤون الفلسطينيين، كان مخيما برج البراجنة ونهر البارد يغرقان بالمياه الآسنة التي طافت جرّاء «الشتوة» الأولى.