ملص سارع إلى الاتصال بالدفاع المدني الذي حضرت عناصره في نحو 10 دقائق، لكن النيران كانت قد أتت على السيارة كلها، ولم يبق منها سوى هيكلها الحديدي، وهي من طراز فولفو 760، وعليها بلاك نقابة المحامين.
حضر عناصر الدفاع المدني وعناصر من استخبارات الجيش اللبناني والأدلّة الجنائية، وقد أجروا كشفاً على المكان ومحيطه، وكان بينهم خبير متفجرات في الجيش اللبناني.
أوضح ملص لـ«الأخبار» أن «لا عداوات شخصية لي مع أحد، وأفسّر ما حصل بأنه رسالة في الموقف السياسي الذي أتخذه» (مرحباً بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد) معبراً عن أسفه لأن «هناك قوى وجماعات في هذا البلد تعمل على بث روح الفتنة والاقتتال والتحريض والتعبئة، وأعتقد أن هذه الأجواء هي التي تؤدي إلى مثل هذه الأعمال».
فضّل ملص عدم ربط الحادثة بأجواء الاحتقان المذهبي في الشارع التي رافقت زيارة الرئيس الإيراني، ونفى تلقّيه أي تهديد مباشر من أحد في الآونة الأخيرة، لكنه أشار إلى أن «هناك بعض الخطباء الذين يعتلون المنابر يحرّضون علينا، ويقولون إننا جماعة المقاومة وحزب الله وإيران وسوريا، وإنه يجب إخراجنا من المنطقة والانتقام منا»، مضيفاً أن «العنف الداخلي لا يؤدي سوى إلى الخراب والدمار»، ودعا أبناء منطقته إلى «المحافظة على الهدوء والأمن»، كما أكد أن «هذه الأعمال لن تسهم في تغيير القناعات، فنحن لدينا قناعة راسخة بما نتبناه من موقف سياسي لجهة دعمنا للمقاومة، ومواجهتنا للمشروع الأميركي والصهيوني، الذي يستهدف وحدة هذا البلد».
فضّل ملص عدم ربط الحادثة بأجواء الاحتقان المذهبي التي رافقت زيارة الرئيس الإيراني
يُشار إلى أن ملص يُعدّ أحد الوجوه السياسية والدينية البارزة في المنية، وهو معروف بتأييده مواقف حزب الله والمعارضة، وكان منزله قد تعرّض لإطلاق نار مرتين: الأولى في 18 /11 /2007، والثانية في 11 /12 /2007، وقد استنكر تيار المستقبل حينها هذين الاعتداءين ونفى علاقته بهما، داعياً السلطات الأمنية المعنية إلى كشف الفاعلين والاقتصاص منهم، بعدما كان قد سبق هذين الاعتداءين في مطلع ذلك العام، منع دار الفتوى ملص من إلقاء خطبة الجمعة التي كان يلقيها عادة في مسجد المنية الكبير، وهو إجراء لا يزال سارياً حتى اليوم.