ريتا بولس شهوانفوجئ رؤساء وأعضاء البلديات المشاركة، ضمن ورشة عمل، تحت عنوان «مشروع حماية مصادر مياه نبع جعيتا»، في بيت عنيا حاريصا أمس، بأنهعم دُعوا للمناقشة في مبدأ حماية مصادر مياه نبع جعيتا، لا لإعلامهم فقط بإنشاء محطة لتكرير مياه الصرف الصحي، ومد شبكة تشمل الضيع المحيطة بمغارة جعيتا (من جعيتا حتى بعقتوتة). هذا المشروع، المموّل من الحكومة الالمانية، بكلفة واحد وعشرين مليون يورو، لمدة سنتين، يهدف الى تقليص نسبة تلوث مياه الشرب، نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية، والتي تتسرب إلى الحنفيات و«تغذي» منطقتي ضبية وبيروت. ولم يخفِ اعضاء البلدية أملهم أن تحل مشكلة الصرف الصحي في منطقتهم، خاصة أن مسألة المياه المبتذلة، تتحول شيئاً فشيئاً الى ازمة خطيرة في كسروان. «الجور الصحية يصب بعضها على بعض». هكذا، يختصر ريشار وهبي، عضو في بلدية سهيلة، مشكلة الصرف الصحي في جبال كسروان والفتوح. فالجور الصحية، ليست إلا حفراً بديلة في الارض، من شبكة صرف صحي تفتقر إليها تقريباً المناطق كلها. جور البنايات هذه، تمتلئ فتفيض على الطرقات، في فصل الشتاء، فتتكدس شكاوى المواطنين في بلديات كسروان. بدورها، تتقدم البلدية بشكوى امام كل من وزارتي الصحة والبيئة، اللتين بدورهما، تتملصان من المسؤولية «وبتقلك ما إلنا خصة» على حد قول وهبي. هكذا، تطوف المشكلة سنة بعد سنة، بغياب طرق التصريف المؤسساتية. ويجد الناس أنفسهم يحلمون على الاقل بمحطة تكرير للمياه المبتذلة.
لذلك، يطالب وهبي بحلّ جذري لهذه المسألة، ويقول كمن نفد صبره: «يا ريت لو بيعملوا محطة تكرير بجعيتا متل ما عم بقولوا ويخلصونا!». وفي اللقاء الذي جمعهم، تناقش أعضاء البلديات، وممثل عن المنظمين، أي مجلس الانماء والاعمار، في طرق حماية مصادر المياه، اي المياه الجوفية والينابيع، في مخطط التنظيم المدني للمنطقة، وذلك من خلال تحديد مساحات حماية مصادر مياه نبع جعيتا، وينابيع اخرى في حوض نهر الكلب. وقال النائب فريد الياس الخازن لـ«الأخبار» إن هذه المحطة، من شأنها أن تؤمن للمنطقة «مياهاً نظيفة، وتنقية مياه الصرف الصحي بنفسها، ليمكن بعدها استخدامها من أجل الزراعة والري». وأكد الخازن، أن هذه المحطة لن تكون الوحيدة من نوعها في كسروان، بل هناك، محطة ثانية لتكرير مياه الصرف الصحي ستُنشأ في منطقة المعاملتين، وستغطي حاجة سكان ساحل كسروان.
أما اسماعيل مكي، ممثل مجلس الانماء والاعمار، فأكد أن محطة التكرير هذه في جعيتا، من شأنها حماية المياه الجوفية ومياه الشفة هنا، إذ سيُنظم حفر الجور الصحية من خلال امدادات لشبكة الصرف الصحي، وبالتالي لن تمتزج مياه الصرف بمياه الشرب.