عادةً ما كانت تثير هذه اللافتات بلبلة في كليّة الإعلام والتوثيق، وخصوصاً بين الخصوم السياسيين من «قوات» و«كتائب» من جهة، مقابل عناصر «التيار الوطني الحر» وحلفائه من جهة أخرى. هو أمر طبيعي في الجامعة اللبنانية بكلّ كليّاتها والأحزاب السياسية فيها.
أول كل سنة يحاول كل طرف في الجامعة إثبات وجوده
في المحصّلة، أزالت الهيئة الطلابيّة في الكلية اللافتات أول من أمس. انتهت معها البلبلة التي عاشها طلاب الكلية بين مؤيد ومعارض، لكن ماذا عن بقية العام الدراسي الذي بدأ أخيراً؟ هل سيستمر «العمل السياسي» فيه على هذا النحو؟ مدير الفرع الثاني الدكتور أنطوان متّى يؤكّد أن «اللافتة وضعت وأزيلت في اليوم الأول، بعدما اتفقنا مع الطلاب وتعاملنا بهدوء لإزالة جميع اللافتات». كلام المدير يخالفه كلام رئيس الهيئة الطلابيّة في الكليّة جوزيف شعيا، «نزعنا اللافتات يوم الأربعاء، وضعناها في مناسبة وأزلناها بعد انتهائها». وعن العمل السياسي في الكليات، وخصوصاً الإعلام، يؤكد متّى أنه «يجب استعمال الأسلوب الدبلوماسي لحلحلة أمور كهذه. أنا شخصياً ضد العمل السياسي في كليات الجامعة اللبنانية، وضع البلد لا يحتمل أي شرارة». لكنّه يعيد ربط مسألة اللافتات بـ«أول كل سنة يحاول كل طرف في الجامعة إثبات وجوده. العونيّون أيضاً وزعوا مناشيرهم ولم يتعاطَ معهم أحد».
يربط شعيا بين وضع كليته وأوضاع مشابهة في كليّات أخرى «ليس خطأً اعتبار الإعلام قلعة القوات. العونيون يعتبرون الآداب والعلوم قلاعهم. انظروا إلى اللافتات المثبتة عند مدخل مجمع الحدث الجامعي، وصور قادة حزب الله وحركة أمل». وفيما أكّد متّى أنّه جرى الاتفاق على «مستوى محدد للنشاط السياسي، اتُّفق على عدم تعليق هذه اللافتات مجدداً»، لكن شعيا «وعد» بأنه سيعود الى تعليق لافتاته «عند كل مناسبة، سنعلّق لافتاتنا وننزعها حين تنتهي المناسبة».