طرابلس ــ عبد الكافي الصمدسقط 4 جرحى في منطقة جبل محسن في طرابلس، مساء أول من أمس، جراء سقوط قذيفة إنيرغا في محلة طلعة الكواع، في تطور أمني هو الأخطر منذ إقرار المصالحة الطرابلسية في أيلول 2008. تأتي هذه الحادثة بعد مرور نحو أسبوعين تقريباً من سقوط قذيفتين، إحداهما في منطقة جبل محسن، وأدت إلى سقوط جريحين، وأخرى سقطت في منطقة باب التبانة، من غير أن تؤدّي إلى وقوع أيّ إصابات.
القذيفة التي سقطت، أول من أمس، أحدثت بلبلة واسعة في المنطقة، ودفعت الجيش إلى تعزيز انتشاره على خطوط التماس التقليدية بين المنطقتين، فضلاّ عن تسييره دوريات مؤللة وراجلة، في الوقت الذي شهدته فيه منطقة جبل محسن، وفق شهود عيان، انتشاراً مسلحاً لبعض الوقت، قبل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها تدريجياً.
العربي الديموقراطي: اليد المأجورة تهدد العيش المشترك
وفي الوقت الذي نقلت فيه 3 جريحات هن: لبنى أسعد، غنى أسعد ونديمة ونوس إلى مستوصف الزهراء الخيري في المنطقة للمعالجة من جروح طفيفة أصابتهن، نقلت دلال أسعد إلى المستشفى الحكومي في القبة للمعالجة نتيجة إصابتها بشظايا في جسدها، على أن تتحمّل وزارة الصحة النفقات، نتيجة اتصالات أجريت مع وزير الصحة محمد خليفة لهذا الغرض. الحزب العربي الديموقراطي استنكر ما وصفه «اليد المأجورة التي تهدد السلم الأهلي والعيش المشترك»، وطالب قيادة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية والاستخبارية «بإنهاء هذه المهزلة وعدم تكرارها، حتى لا نقع في المحظور»، محذراً على لسان عضو مكتبه السياسي عبد اللطيف صالح من «الانجرار نحو الفتنة». وإذ أكد صالح لـ«الأخبار» على «عدم الانجرار نحو الفتنة»، فقد أبدى مخاوفه من أن «يكون إطلاق القذيفة من مكان قريب من موقع للجيش اللبناني على خطوط التماس، استهداف للجيش نفسه».
في موازاة ذلك، وفي إشارة إلى تضارب المعلومات بشأن المكان الذي أطلقت منه القذيفة ومن أطلقها، أوضح إمام مسجد حربا في باب التبانة الشيخ مازن المحمد أن «تقرير الخبير العسكري يمكن أن يساعد على كشف الحقيقة، إضافةً إلى ما لدى الأجهزة الأمنية من معلومات»، مؤكداً لـ«الأخبار» أنه «لا يوجد في باب التبانة أي شخص، مهما كانت إيديولوجيته السياسية أو الدينية، يمكن أن يقدم على الصعود إلى خط التماس وإلقاء قنبلة على جبل محسن».
المحمد أضاء على ما يراه «الواقع الفعلي لما يحصل في منطقتنا، المتمثل في وجود أجهزة أمنية وقوى سياسية تتصارع في الشارع، لأنها غير ممثلة في مجلس النواب أو الحكومة»، من غير «أن يغفل «إمكان دخول طابور خامس على الخط»، مشيراً إلى أن «إلقاء هذه القذائف باستمرار يُظهر أن هناك توجهاً لدى بعض الجهات لإبقاء الأجواء متوترة، ولاستمرار هذه الساحة ساخنة بهدف استخدامها عند الضرورة ولدى صدور القرار بذلك». إلا أن المحمد رأى أن «وسائل الإعلام تضخّم عادة ما يحصل عندنا»، موضحاً «أنّ الأوضاع في منطقتنا مساء أول من أمس كانت طبيعية، وأنّ المواطنين لزموا منازلهم وتابعوا حياتهم وعملهم كالمعتاد، باستثناء تسيير الجيش دوريات إضافية بعد إلقاء القنبلة»، ولافتاً إلى أن «هذا التوتير الإعلامي انعكس سلباً على حركة الأسواق في باب التبانة، التي خلت من الزبائن تماماً».