عمر نشابةفي اليوم الثالث والأخير للمنتدى الإعلامي الذي نظّمه مكتب التواصل في المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بالتعاون مع نقابة المراسلين الصحافيين الدوليين في هولندا، عقدت جلسة لعرض تحديات التغطية الإعلامية لعمل المحكمة الدولية. دعت المحكمة الزميلة «النهار» بشخص الزميل نبيل بومنصف و«الأخبار» والصحافية البوسنية نيدزارا احمتازيفيتش والصحافي الألماني توماس فيرفيس لتقديم مقاربات حول تلك التحديات إفساحاً في المجال لمناقشتها مع المسؤولين في المحكمة ومع سائر الزملاء. رفض الزميل بومنصف خلال مداخلته معادلة «الاستقرار مقابل العدالة»، ورفض بموازاة ذلك اعتبار كلّ من انتقد عمل المحكمة الدولية بأنه (أو أنها) يسعى إلى حماية المجرمين. وذكّر بومنصف بالوضع الشائك والمتوتر في لبنان، متمنياً على المحكمة التواصل مع الإعلاميين اللبنانيين لتوضيح بعض المسائل التي تبدو للبعض غامضة. وقال «لا أحد محايد في هذه القضية، لقد فقدت اثنين من أصدقائي وزملائي في النهار، هما الشهيدان: جبران تويني وسمير قصير، فكيف أكون محايداً؟».
أما الزميلة البوسنية احمتازيفيتش فاستذكرت معاناتها من القصف الصربي لمدينتها ساراييفو وإصابتها بجروح جراء ذلك. وقالت إنها لا تثق بالمحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، وإن على الصحافيين استخدام النقد البناء لدى تغطيتهم للمحاكم الدولية، فتلك المحاكم ترتكب أحياناً أخطاءً لا بدّ من معالجتها. وكانت الجلسة قد انطلقت بمداخلة لـ«الأخبار» ذكّرت بالزملاء الصحافيين الذين استشهدوا منذ 2005، ودعت المحكمة الى اعتبار اغتيالهم من اختصاص عمل المحكمة الدولية، إذ إن نظام المحكمة الحالي يرى أن تلك الجرائم من اختصاصها فقط إذا ثبت أنها متلازمة مع جريمة اغتيال الرئيس الحريري. كذلك رأت «الأخبار» أن معايير العدالة الصادقة تقتضي إفساح المجال أمام آلاف عائلات المفقودين والمخطوفين والشهداء للوصول الى العدالة، لا أن يختصر ذلك بعائلة الرئيس رفيق الحريري، على الرغم من أن الوصول الى العدالة هو حقّ من الحقوق الأساسية لآل الحريري. وأشارت «الأخبار» الى الإفلات من العقاب الذي يعانيه لبنان والمنطقة منذ 60 عاماً إثر قيام الدولة العبرية.
في شأن آخر، يذكر أن خطأً ورد في مقالة «المحكمة تسعى إلى تجميل صورتها» المنشورة في عدد 21 تشرين الأول، فالقاضي أوجن كوان كوري جنوبي، وليس يابانياً، فاقتضى التصحيح.