مضى أكثر من شهر على إصابة رشا شحادة برصاصة اخترقت رقبتها وسبّبت لها شللاً رباعياً. تُنقل المصابة من مستشفى إلى آخر، فيما الفاعل متوار عن الأنظار
نقولا أبو رجيلي
المكان: الشارع العام في بلدة بريتال (قضاء بعلبك)
الزمان: يوم الأربعاء 19\9\2010
الحدث: إطلاق رصاصتين من مسدس حربي على سيارة مرسيدس (نملة )، اخترقت إحداها رقبة امرأة كانت في داخلها مع زوجها وطفلها.
في الفترة الأولى التي تضاربت فيها الروايات بشأن كيفية حصول الحادثة وأسبابها، من بين الروايات التي لا تزال تتردّد على ألسنة الأهالي نقلاً عن شهود، أنّ مطلق النار، الذي يعرفه معظم الشهود كان يقود سيارة «باثفاندر» تجاوز سيارة المرسيدس واعترض طريقها، وبعد لحظات انطلقت الأخيرة بضعة أمتار، وسُمع صوت طلقين ناريّين، تبع ذلك صراخ وأصوات استغاثة، ليتبيّن بعدها أنّ إحدى الرصاصات أصابت المرأة في رأسها، ونُقلت على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة، فيما فرّ سائق سيارة «الباثفاندر» الى جهة مجهولة. في رواية أخرى أنه عندما وصل سائق المرسيدس أمام صيدلية في البلدة، أومأ له سائق «الباثفاندر» طالباً التحدّث إليه، وتبادلا الكلام للحظات بنبرة عاليه، ثم بادر الأخير الى إطلاق النار على سيارة المرسيدس ولاذ بالفرار.
مهما تعددت الروايات، فثمة نتيجة واحدة للحادث، فرشا شحادة (23 عاماً) ترقد في غرفة العناية في مستشفى في زحلة، والدتها أمال بلوط تسأل «ما هو الذنب الذي ارتكبته ابنتي لتلقى هذا المصير؟ فيما المجرم لا يزال يجول بحريّة في بلدته»، وتسأل «إذا لم يعاقب هذا المجرم ليكون عبرة لغيره، فمن يحمي أرواح الناس من
أمثاله؟».
الطبيب المعالج جان ميشال حجار، قال لـ«الأخبار»، إن رشا تعاني شللاً رباعياً، جراء إصابتها بطلق ناري اخترق رقبتها بين الفقرتين الثالثة والرابعة، وسبب لها تلفاً في النخاع الشوكي، إضافةً إلى ارتخاء في حبال الأعصاب التي تغذّي كامل أعضاء الجسم باستثناء الرأس، لافتاً الى أن وضعها الصحي حرج جداً.
زوج رشا المحامي زكي مظلوم أوضح لـ«الأخبار» أن الحادثة حصلت «بسبب أفضليّة المرور، الفاعل لا يزال طليقاً ويجول بحريّة في بريتال والمناطق المحيطة، ويقوم بأعمال مخلة بالأمن، وكل ما حصلنا عليه من الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة حتى الآن، هو مجرد وعود بالسعي إلى إلقاء القبض عليه».

ثمة سائقون يطلقون النار على سيارات تعرقل محاولات تجاوزها
وقال «إن زوجته أُسعفت بعد الحادث، ونقلت خلال شهر إلى أكثر من مستشفى، فيما يُدرس ملفها الطبي في الولايات المتحدة وبلجيكا وإيران، لبحث إمكان زرع الأعصاب وإعادة وصل النخاع الشوكي».
مظلوم اتخذ صفة الادعاء الشخصي على الفاعل وكل من يظهره التحقيق مشاركاً في الحادث، ولا تزال التحقيقات جارية في مفرزة بعلبك القضائيّة، بالتنسيق مع القضاء المختص، لمعرفة مكان وجود المشتبه فيه، لتوقيفه وإجراء المقتضى القانوني في
حقه.
بدوره أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار»، أن البحث عن المشتبه فيه ح. ط، الملقب بـ«طرطق»، لا يزال جارياً، وذلك من خلال تنفيذ مداهمات في جميع الأماكن التي يشتبه في أنه يلجأ اليها، لافتاً الى أن هذا الشخص هو من أصحاب السوابق، ومطلوب للعدالة بالعشرات من مذكرات التوقيف، بعدما صدرت بحقه عدة أحكام قضائيّة بجرائم سرقة ومخدرات وأسلحة، مع الإشارة الى أن حوادث مماثلة كانت ولا تزال تحصل على الطرقات اللبنانيّة، سقط بنتيجتها عدد من القتلى والجرحى، وقد سجلت التقارير الأمنيّة، أن بعض السائقين يطلقون النار من أسلحة حربيّة على السيارات التي تعرقل محاولات تجاوزها.