البقاع ــ أسامة القادرييستمر الجيش اللبناني بإطباق حصاره على جميع مداخل بلدة مجدل عنجر ومخارجها، الرسمية منها والفرعية، وذلك بعد مرور أسبوع على استهداف مجموعة ما زالت متوارية عن الأنظار ضابطاً ورتيباً في الجيش. وفضلاً عن هذه الإجراءات، وعمليات الدهم اليومية، التي أدّت إلى توقيف نحو 75 شخصاً حتى الآن، وهم من فئات عمرية مختلفة، سرت شائعات عن وفاة أحد الموقوفين أثناء التحقيق معه، المدعو عبد النور خ. وهو والد شاب مشتبه فيه بعملية استهداف الضابط ومرافقه. أدّت هذه الشائعة إلى حصول بلبلة في المنطقة، فحبكت الروايات حولها، حيث رأى بعض أبناء البلدة أنها تسريبات من استخبارات الجيش، بغية جسّ نبض الأهالي ومدى ردة فعلهم، قبل انسحاب الجيش من مداخل البلدة وأطرافها، من دون أن يستبعدوا وفاته. البعض الآخر في البلدة رأى أن الوفاة ناتجة من تعذيبه أثناء التحقيق معه لمعرفة مكان ابنه، ويقولون إنه ما دام الجيش لم يبلغ الأهالي عن وفاة الأب الموقوف، فهي شائعة عارية من الصحة وقد سُرّبت من بعض المجموعات السلفية، بهدف استمالة عطف أهالي البلدة بعد تصريحات فاعلياتها ورجال الدين فيها لناحية استنكارهم حادثة استهداف الجيش في «عقر دارهم»، ورفع بعضهم لافتات تؤكد وقوفهم إلى جانب المؤسسة العسكرية، ووعدهم قيادة الجيش بمساعدة التحقيق للوصول إلى الجناة الحقيقيين. بعض أهالي البلدة رأوا أنه لا بد من حسم هذه القضية نهائياً، بعدما أدّت الى تشويه سمعة البلدة، حتى ذهب بعضهم إلى تصوير بلدته عند أي حادث أمني كـ«مخيم مجدل عنجر، حواجز وتفتيش بالروحة وبالرجعة».
الوفاة ناتجة من تعذيبه أثناء التحقيق معه لمعرفة مكان ابنه
وفي الإطار ذاته، كانت قوة من الجيش اللبناني قد نفّذت صباح يوم أمس، عملية دهم لمنزل المواطن بلال ش. (19 عاماً)، من بلدة المرج، وهو مقيم في بلدة مجدل عنجر في منطقة «أم الشيح» الواقعة في الجهة الشرقية الشمالية للبلدة، حيث عثرت في غرفة نومه على كميات كبيرة من العبوات الناسفة والمتفجرات، إضافة إلى أجهزة تحكم وأسلحة متنوعة، وقد ألقي القبض عليه وعلى اثنين آخرين كانوا مختبئين في منزله.
وفي السياق نفسه، لفت مسؤول أمني إلى أنه بناءً على التحقيقات مع الموقوفين، وبعض المعلومات التي توافرت لدى القوى الأمنية، تمت عملية الدهم، وأنه في أثناء التفتيش داخل المنزل، الذي لم يجدوا أحداً داخله في البداية، عُثر على نرجيلة كانت لا تزال مشتعلة وفيها يكفي من الحرارة، ما زادهم يقيناً بأن من في المنزل لم يغادروه. وبعد بحث مكثف، عثر الجيش داخل غرفة النوم على باب سري في الأرضية، يصل إلى سرداب في الأرض، حيث وجد بلال ش. ومعه شابان مطلوبان، ومعهم كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة وحوالى 30 كيلوغراماً من المتفجرات، إضافة الى قنابل يدوية وقذائف صاروخية من نوع «ب 7» وصواعق على أنواعها وأجهزة تحكم عن بعد.
من جهته، رأى رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي، أن عمليات الدهم التي ينفذها الجيش «أمر طبيعي، ما دامت التحقيقات مستمرة، والجيش لم يعتقل إلا من ورد اسمه في التحقيق». وعن شائعة وفاة أحد الموقوفين، قال العجمي هذه «شائعات بغرض البلبلة، بغرض أن يخلقوا حقداً على المؤسسة العسكرية بعدما شعروا بأن المجدل لم ولن تحميهم».