خالد الغربيخلص «المؤتمر الشعبي» الذي دعا إليه النائب السابق أسامة سعد، أول من أمس، والذي حضرته فعاليات سياسية واجتماعية وحزبية، إلى التوصية بخوض تحركات احتجاجية تصاعدية في مدينة صيدا ضد الغلاء وسوء الأحوال المعيشية التي لا تتوقف عن التدهور. كذلك قرر إطلاق روزنامة حراك مطلبي اجتماعي في عاصمة الجنوب. واتخذ المؤتمر شعار «من صيدا إلى كل الوطن»، و«ارفع صوتك بالعالي». وتتضمن روزنامة الاحتجاج لقاءات شعبية واعتصامات مركزية قد تكون في السوق التجارية، وخيمة اعتصام، مع احتمال تتويج التحركات بتظاهرة مركزية تجوب شوارع المدينة.
قرر المؤتمر روزنامة حراك مطلبي اجتماعي في عاصمة الجنوب
المؤتمرون تجاوزوا سريعاً لعبة الأعداد «حتى ولو كنا مئة شخص يجب أن نتحرك»، قالتها بحدة المدرّسة مريم الديراني، بينما رأى النقابي مهاب البزري أن «المهم هو إعادة الاعتبار إلى الملف الاجتماعي والمطلبي وقضايا الناس وحقوقهم الغائبة في حمأة الانقسامات الطائفية والمذهبية». النائب السابق أسامة سعد قال: «سنتحرك من سجننا الكبير، وفريق الحريري أقفل أمام الناس كل خيارات العيش الكريم، حيث اعتمد توزيع فتات المساعدات مقابل الولاء السياسي، وطوّق الناس وألزمهم بالعبور في معبره للتسوّل منه». انتهى المؤتمر وأنشد الطلاب المشاركون نشيد «جايي مع الشعب المسكين» لزياد الرحباني.
جدران الشوارع التي خُطّت عليها سابقاً شعارات ثورية ووطنية، أضيفت إليها أمس الشعارات الاجتماعية المنددة «بالأذن الطرشاء للحكومات المتعاقبة في معالجة أزمات الناس»، وكتابات باللون الأحمر تضمّنت: «لا لسياسة الظلم الاجتماعي، لا لسلطة القهر والفساد»، «قاوم سياسة الإذلال والإفقار الحريري المنظّم». في مقابل التشهير بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية للحكومة، لم يفت من خطّوا كتاباتهم في الساعات الماضية التذكير بقوة الشعب «المعتر» إذا ما اتحد، لأن «صوت الشعب بيرعد رعد».
إضافة إلى الكتابة على الجدران، ظهرت أمس ملصقات على شاكلة كاريكاتير يعود تاريخها إلى تظاهرة تموز 1995 التي جرت في صيدا، وتخللها إطلاق نار واعتقال مئة مواطن ممن شاركوا في تلك التظاهرة التي كسرت يومها قراراً حكومياً يحظر التظاهر، وظهرت في الملصقات صورة رجل «متكرش» خُطّ عليها «كل غني يساوي حارة معترين»، وصورة لمواطنين يحترقون بنار الغلاء، عُلّق عليها بعبارة «اصحَ يا نايم» أو «فيقوا يا ولاد البلد طاروا شباب البلد وحيطير وراهم البلد».
«عدة شغل» أخرى ظهرت كإشارة إلى إعداد الأجواء للبدء بالتحركات المطلبية، إذ لوحظ أن سيارات جابت شوارع وأحياءً في صيدا راحت تبثّ أغاني وطنية واجتماعية مثل «أنا مش كافر» لزياد الرحباني، و«إنتو لسان الضمير» لجوليا، ما يشي بأنه «قرّب الموعد».