تكفي بطاقة الانتساب الجامعية، و18 ألف ليرة، وثلاث دقائق من وقت الطالب أو المتخرّج حديثاً أو الأستاذ، ليحصل أيّ منهم على بطاقة ISIC الطالبية التي تحمل شعار منظمة اليونيسكو والاتحاد الأوروبي ويستفيد بموجبها من الحسومات في 260 مؤسسة تجارية محلياً و40 ألفاً في الخارج
رنا حايك
في شارع المكحول في الحمرا، وتحديداً في وكالة السفريات «Campus Travel»، يعمل فريق من صبيتين وشاب بحماسة على تسويق الهوية الطالبية الدولية «ISIC» التي تصدرها «كونفدرالية السفر العالمية للطلاب»، وهي منظمة هولندية غير حكومية، بالتعاون مع منظمة اليونيسكو والاتحاد الأوروبي، من خلال عميل محلي حصري هو وكالة سفريات متخصصة برحلات الشباب.
ميزات ثلاث تحيط بذلك المشروع، تتعلق أولاها بالمستفيدين منه، وهم فئة واسعة تشمل أي تلميذ أو طالب من عمر 12 سنة وما فوق، وأي متخرّج حديث من الجامعة لم يتخطَّ 26 من عمره، وأي أستاذ في أية مؤسسة تعليمية أكانت مدرسة أم جامعة أم معهداً. الميزة الثانية تتعلق بنوع البطاقة التي «تعدّ بمثابة جواز سفر معترف به في جميع أنحاء العالم» كما تؤكّد جنان وهبة، المديرة التسويقية للمشروع. أما الميزة الثالثة، فتكمن في الخدمات التي تؤمنها البطاقة والتي تشمل حسومات تتراوح بين 5 و50% في 260 مؤسسة تجارية في لبنان، من ضمنها شركات طيران ومطاعم ومسابح ومحال بيع الألبسة ودور سينما ونواد رياضة ومهرجانات وترفيه ومراكز تزلّج وصالونات تجميل ومقاه و40 ألف مؤسسة في أوروبا وأميركا من ضمنها المتاحف ووسائل المواصلات والفنادق والمطاعم. للاستفادة من ذلك، يكفي إبراز بطاقة الهوية وبطاقة الانتساب لمؤسسة تعليمية وتسديد 18 ألف ليرة سنوياً ثمن تعبئة طلب لإصدار البطاقة أو تجديدها.
وبدأ تنفيذ المشروع في لبنان عام 2001 بتعاون، لم يثمر، مع وزارة السياحة، وبقدرات تسويقية متواضعة بسبب قلة الموارد التي يحظى بها مشروع غير ربحي بطبيعته. حالياً، يتّكل الفريق على دليل يصدره مطلع كل عام ويوزّع في نقاط بيع محددة، يتضمن إعلانات عن المؤسسات التجارية التي تم التعاقد معها، وعلى إعلانات يوزعها في الجامعات والمدارس ومشاركات يقوم بها في الفعاليات من معارض للوظائف ونشاطات تربوية، بالإضافة إلى اتصالات بإدارات المدارس والجامعات لترتيب لقاءات معها ومع الطلبة لتسويق البطاقة. «نجحنا حتى الآن في إقناع جامعة واحدة وأربع مدارس في استصدار البطاقة لطلابها بسعر مخفّض. المشكلة أن بعض الإدارات لا تتجاوب معنا لاعتقادها أننا مؤسسة ربحية» كما يشرح المدير التنفيذي للمشروع عمر بركات. فالذهنية اللبنانية اعتادت على «البلف التسويقي» ما يجعلها تتخوّف مسبقاً من أية عروضات. يواجه الفريق مشكلة أخرى تتعلق بالذهنية المتحكمة في السوق اللبناني، إذ «بعض المؤسسات التجارية التي نقصدها طالبين انضمامها لا تهتم بإفادة الطلاب والشباب، على عكس المؤسسات في الخارج، بل تسأل كيف فيي إربح، بدل سؤالها كيف فيي فيد؟»، علماً بأن إفادتها مضمونة لأن الخفض سيجلب المزيد من الزبائن، إلا أنها تعتقد أنه «عندي زباين كتير ومعظمن طلاب، مش مضطر رخّص شي. القاعدة في لبنان معكوسة، فبدل أن يسعى أصحاب المحال إلى تسويق محالهم، نسعى نحن وراءهم» كما يؤكد بركات. ففي لبنان، كل الآيات معكوسة، حتى بالنسبة للطلاب الذين، إلى جانب تخوّف بعضهم من «البلف» وعدم اعتيادهم على فكرة دعم الشباب والطلاب التي تقوم بها حكومات الدول الأجنبية، قد يخجل بعضهم الآخر من إبراز بطاقة لتوفير 5000 ليرة في مكان ما، «مندفعها إكرامية!» كما يقولون، ما يدفع الفريق للتفكير حالياً ببطاقة «Glamour» كما تصفها وهبة، أي أكثر «برستيج»، لتحفيز التسويق!


قائمة عابرة لجميع الطبقات

لتسويق بطاقة «ISIC»، بدأ الفريق باعتماد «تويتر» و«فايسبوك»، بالإضافة إلى موقعهم على الإنترنت (www.isiclebanon.com) كما حفّزوا الطلاب على «تسويق البطاقة عبر تخصيص عمولة لكل واحد من ممثليهم، وهم حوالى مئة طالب في عدة مؤسسات تعليمية، ما إن يأتوننا بطلب جديد» كما تشرح جنان وهبة (الصورة)، المديرة التسويقية للمشروع. «رغم أن قائمة الخفوضات تضم مؤسسات من مستويات عدّة تناسب جميع الطبقات الاجتماعية، إلا أننا لاحظنا تجاوباً أعلى لطلاب الجامعات الخاصة من الجامعة اللبنانية التي يقتصر حاملو البطاقة فيها على من يتابعون دروسهم العليا في الخارج، وخصوصاً في الـBeaux arts في فرنسا» كما تشرح تغريد شرارة، مديرة العمليات في المشروع.