وقعت جريمة في بلدة الربوة. توفيت الابنة التي لم تتخطَّ السادسة من عمرها وجُرحت أمها. أما المشتبه فيه، فهو رب الأسرة، الذي أقدم على الانتحار بإطلاق النار على رأسه
رضوان مرتضى
هزّت جريمة قتل جديدة وقعت في انطلياس اللبنانيّين، فقد أطلق زافين أ. النار على ابنته جولي (6 سنوات)، وأصابها في رقبتها فأرداها. وقد قيل إنه فقد اتّزانه العقلي فلم يكتفِ بإزهاق روح ابنته، بل وجّه سلاحه نحو زوجته هزميك أ. وضغط على الزناد، لتنطلق منه رصاصة أصابتها في رجلها. حالة هستيرية كان تُخيّم على المكان. رفع الأب سلاحه إلى رأسه ثم أطلق النار على نفسه. ارتكب جريمته وانتحر، فدفن أسبابها معه، لتبقى رواية زوجة مفجوعة شهدت مقتل طفلتها أمام عينيها.
نُقلت الزوجة المصابة إلى مستشفى سرحال في الرابية لتلقّي العلاج، فيما وصلت القوى الأمنية الى مكان الحادث لتبدأ التحقيق في الجريمة، وتقف على ملابساتها. حضرت الأدلة الجنائية لإجراء مسح لمسرح الجريمة لرفع البصمات وجمع الأدلة. كذلك حضر الطبيب الشرعي الياس الخوري، الذي وصل عند الساعة التاسعة مساءً ليبدأ كشفاً واسعاًً على مسرح الجريمة وجُثّتي الضحيّتين. استمر عمله ساعات عدّة قبل أن يغادر عند حوالى الساعة الرابعة فجراً. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» من مسؤول متابع لملف التحقيق أن زافين أطلق النار على رأسه من اليمين الى اليسار فقضى على الفور. أما الطفلة، فقد أصيبت إصابة قاتلة بعدما اخترقت الرصاصة رقبتها من الأعلى. وفي ما يتعلّق بإصابة الأم، فقد أشار المسؤول المذكور الى أنها خضعت لعملية في قدمها لاستخراج رصاصة وأربع شظايا من مكان الإصابة. ولفت المسؤول المذكور الى أن حالة المرأة العصبية صعبة، مشيراً الى أنها تعرّضت لصدمة نفسية قوية بعدما شهدت مقتل طفلتها، الأمر الذي أدّى الى انهيارها نفسياً.
وقعت الجريمة فبدأت التحليلات التي صاغت العديد من الروايات عن دوافع الجريمة وأسبابها. فقد تحدّثت إحدى الرويات عن معلومات وصلت الى الزوج عن خيانة زوجته له، فثارت ثائرته وقرّر الانتقام لشرفه عبر تنفيذ الجريمة، لكنّ متابعين رأوا أن الرواية المنقولة ضعيفة باعتبار أن الزوج لم يُنه حياة زوجته بل قتل ابنته. من جهة أخرى، ذكر مسؤولون أمنيون لـ«الأخبار» أنّ ثمة خلافات شخصية بين الرجل وزوجته. ولفت هؤلاء الى أن تفاقم هذه

للمرة الثالثة تقع جريمة يرتكبها آباء بحق أبنائهم

الخلافات وغياب الودّ بينهما فضلاً عن حالة الزوج النفسية، كلّها أسهمت في وصول الأمور الى ما وصلت اليه، لجهة انفجار الزوج وارتكابه هذه الجريمة البشعة. في المقابل، ذكر مسؤول أمني آخر أن الزوجين كانا منفصلين، مشيراً الى أنّ الزوج كان مسافراً في الخارج. وأشار المسؤول المذكور الى أن الزوج كان قد اتّخذ قراره مسبقاً، قبل وصوله الى لبنان، بتنفيذ جريمته. الروايات المنقولة تُظهر الحالة النفسية الصعبة التي كان يعيشها الرجل، لكن المعلومات الطبية تنفي أن يكون المشتبه فيه مدمناً على تعاطي الحبوب المخدرة للأعصاب. في المقابل، تتحدث معلومات نُقلت عن الزوجة، أن المشتبه فيه زافين كان يعاني اضطرابات نفسية كبيرة. وأشارت المعلومات المنقولة الى أن زافين قال لزوجته قبل أن يُطلق النار على ابنته: «بدّي إحرقلك قلبك على بنتك».
يُشار الى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يُقدم فيها أحد الوالدين على قتل أبنائه، فقد حصلت أكثر من جريمة في الفترة الأخيرة. قبل شهور وقعت جريمة مروّعة في بحرصاف بعدما وضعت والدة السمّ لبناتها في الطعام. جلست معهن ليبدأن معاً تناول الطعام المسموم. مرّ بعض الوقت لتنتهي معه حياة الوالدة وبناتها. كذلك وقعت جريمة تكاد تكون مشابهة في منطقة عرمون منذ مدة غير طويلة، فقد دفع أب ابنيه اللذين لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما، الى تناول كمية كبيرة من الحبوب المخدّرة معه، ما أدّى الى وفاتهما ونُقل الأب الى المستشفى بحالة خطرة.