إعادة تركيب مسرح جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في قاعدة فرنسية، عملية دخلت في مهب التكهنات والتساؤلات. أمس نشرت الزميلة «السفير» معلومات تفيد بأن العملية قد تُلغى، ولا تنطلق كما كان متوقعاً في 28 الشهر الجاري في قاعدة كابتيو قرب بوردو. وقد نقلت الصحيفة عن مصادر فرنسية أن ثمة توجّهاً لإلغاء هذه العملية، وذلك بعد أن قامت السلطات المعنية في البلاد بمراجعة حساباتها، وبعدما كثرت التساؤلات عن الجدوى والمصلحة من تمثيلها على الأراضي الفرنسية. من جهة ثانية، أبدى متابعون لهذا الملف استغرابهم من خبر إمكانية إلغاء العملية، خاصة بعد أن تم بناء مسرح مماثل لمسرح الجريمة فنهض «شبيه» فندق السان جورج في كابتيو، ومُدّدت الطرقات والجسور المحيطة به، وكانت التحضيرات اللوجستية والتقنية قد شارفت على الانتهاء. متابعون للملف نفوا إمكان إلغاء عملية بناء مسرح الجريمة، ولكنهم في المقابل أقروا بأن الخبراء العسكريين والتقنيين كانوا أكثر حماسة لهذه العملية من السياسيين، وأن العلاقة مع لبنان تدخل في حسابات الأخيرين، فيما لا يكترث لها الخبراء العسكريون. مرة أخرى، التزمت السلطات الفرنسية الصمت حيال قضية إقامة مسرح افتراضي للجريمة على أراضيها، ولم يُعلَّق على خبر الاتجاه لإلغاء العملية، ولم يصدر عن المحكمة الدولية أي تعليق على الأمر. رغم أن المحكمة كانت قد أكدت لـ«النهار» صحة التوجّه إلى إقامة المسرح في قاعدة عسكرية قرب بوردو.
يُذكر أن الصحافي جورج مالبرونو كان قد كتب في 19 تموز الماضي في صحيفة «لوفيغارو» عن إعادة رسم مسرح الجريمة في جنوب فرنسا، ونقل الخبر عن مصدرٍ أمني، ولفت إلى أن القرار اتُّخذ بعدما زار محقق القاعدة الفرنسية، وهو من العاملين في فريق رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الحريري القاضي دانيال بلمار. وأضاف مالبرونو في مقاله إن المعنيين كانوا يتخوفون من عقبات أو صعوبات أمنية قد تنتج عن هذه العملية.
(الأخبار)