أثارت تصريحات النائب سامي الجميّل الأخيرة ردود فعل كثيرة. أحد المواقع الإلكترونية «المؤيدة للمقاومة» دعا إلى إعدامه. ثارت ثائرة «الكتائب» من خلال ردود معاكسة، والآن، يعكف «حزب الجميّل» على دراسة تقديم دعوى قضائية إلى النيابة العامة بحق الموقع
محمد نزال
من دخل إلى الموقع الإلكتروني لحزب «الكتائب» خلال اليومين الماضيين، وجد أن ثمة حرباً إعلامية ضروساً تدور بين الحزب وموقع إلكتروني آخر اسمه «منتدى دعم المقاومة الإسلامية». تدور رحى هذه الحرب على خلفية التصريحات التي أطلقها نائب «الكتائب» سامي الجميل أخيراً، وتحديداً قوله: «لا يلومنّنا أحد لأننا أخذنا السلاح من الشيطان للدفاع عن أنفسنا»، وهذا ما رأى فيه البعض «تغطية لعمالة قائمة أو محتملة مع إسرائيل»، ومن جهة ثانية، على خلفية أيضاً دعوة الموقع المذكور إلى معاقبة الجميّل بالإعدام «وفقاً للقانون اللبناني». لم تبقَ هذه الحرب إلكترونية فقط، إذ أعلن محامي النائب سامي الجميّل، مارك حبقة، أنه سيتوجه إلى القضاء ليرفع دعوى ضد من حرّض عبر الموقع على الجميّل، حيث «دعا البعض إلى رفع الحصانة عن النائب وجرّه إلى المحكمة وشنقه»، مشدّداً في حديث مع «الأخبار» على حق النائب في إبداء رأيه السياسي، لافتاً إلى أن «المحرّض واضح في هذا السياق، والغريب أن النيابة العامة لم تتحرك».
من هو المحرّض يا تُرى؟ الجواب يأتي على موقع الكتائب الرسمي. إنه حزب الله، فقد جاء في أحد بيانات الردّ الكثيرة في هذا الموضوع، أنه «عبثاً يحاول موقع دعم المقاومة الإسلامية الإلكتروني إبراز تنصّل علاقة حزب الله بما نُشر، من دعوة صريحة إلى قتل النائب سامي الجميّل، وموافقته ودعمه وتأييده وتحريضه عليها»، وختم بيان الردّ بالقول: «فليعلموا أن من لم يرهبه السوري ولا الفلسطيني، ولا أيّ جيش على وجه الأرض، لن يخاف اليوم من محاولات سخيفة ويائسة لترهيبه وإضعافه».
اتصلت «الأخبار» بالمسؤول الإعلامي في الكتائب، سيرج داغر، وسألته عن كيفية التثبت من أن حزب الله يقف وراء الموقع المذكور، علماً أن الموقع يضع على صفحته الأولى أن «جميع المحتويات المنشورة فيه ليس ضرورياً أن تعبّر عن رأي حزب الله، وأن جميع المواضيع والمشاركات تعبّر عن وجهات نظر كاتبيها، وهم وحدهم من يتحمل المسؤولية». ردُّ داغر لم يكن جازماً كما جاء في البيان المنشور على الموقع، إذ قال بدايةً توقعنا أنه حزب الله، فقالوا لنا إن الموقع ليس لهم. ولفت داغر إلى أنّ الكتائب «لا تتمنّى أن يكون حزب الله وراء الموقع، وبغض النظر عمّا ورد فيه، فإن تصريحات الحزب تسبّب توتراً في الأجواء ونحن نرد عليهم، لذلك يجب عليهم تهدئة الخطاب»، مؤكّداً أنه «إذا استمر التخوين، فسوف نرفع دعوى قضائية، وهذا ما نبحث فيه الآن».

مدير الموقع: لم ندع إلى اغتيال الجميل بل طالبنا بتطبيق القانون
اتصلت «الأخبار» بالمسؤول الإعلامي في حزب الله إبراهيم الموسوي، فنفى «نفياً قاطعاً» أن يكون الموقع المذكور تابعاً لحزب الله، لافتاً إلى أن البعض «يُركّبون أي شي لمهاجمتنا». بعد ذلك، جرى الاتصال بمسؤول الإعلام الإلكتروني بحزب الله حسين رحّال، واستفسرت «الأخبار» منه عن الموضوع. نفيُ صلة الحزب بالموقع كان أول الكلام، غير أن رحّال أشار إلى أنّ الحزب «حاول شراء الموقع من أصحابه، لأن عنوانه يحمل اسماً قريباً من اسم الحزب، لكن لم يحصل اتفاق بيننا، علماً أن هذا الموقع من ضمن مواقع كثيرة كان الأميركيّون قد سحبوها من عندنا، ثم بيعت لأشخاص آخرين»، لافتاً إلى أنّ أصحاب الموقع «طلبوا لقاءً معنا وسنرى ماذا يمكن أن يُفعل».
من هم أصحاب موقع «دعم المقاومة الإسلامية»؟ بعد بحث واستفسار، وصلت «الأخبار» إلى مدير الموقع وسألته عن رأيه في ما يحصل. نفى بدايةً أيّ علاقة له بحزب الله من الناحية التنظيمية، في مقابل تأكيده أنه «من أشد المؤيدين للمقاومة، وحرصنا شديد على كرامة الشهداء وعوائلهم، لذلك لا نقبل أن يكون الحديث عن العمالة مع إسرائيل بهذه السهولة». وأضاف المدير، المعروف في المنتدى باسم أبو قاسم «نحن لم ندعُ إلى اغتيال الجميّل، علماً أنّني تلقيت اتصالات هاتفية هُدّدت فيها أخيراً، بل طالبنا القضاء بتطبيق القانون والدستور لا أكثر».


عريضة لمحاكمة الجميّل

بدأت المشكلة عندما وضع أحد المشاركين في منتدى «دعم المقاومة الإسلامية» مشاركة حملت عنوان «عريضة». وجاء في المشاركة: «نحن جماهير المقاومة الإسلامية وعموم الشعب اللبناني، نطلب من المجلس النيابي رفع الحصانة النيابية عن المدعو سامي أمين الجميل (لبناني ـــــ مواليد 1980) كما نطالب السلطات القضائية المختصة بملاحقته، بتهمة التفاخر بالعمالة والطعن بالمفاهيم والأعراف الوطنية العامة، واستفزاز عموم الشعب اللبناني وأهالي الشهداء».
حظيت هذه العريضة بتوقيع عدد كبير من المشاركين في المنتدى، لكن في اليوم التالي حذفتها الإدارة، وذلك بعدما نقلها موقع الكتائب إلى صفحاته، ووضعها في خانة «التهديد بالقتل». ومن المشاركات الواردة في المنتدى، تقول ماجدة، أحد الأعضاء، إن «أهل المقاومة قد ظُلموا وتحمّلوا كثيراً، في حرب تموز كنا نُذبح والعالم يتفرج علينا، هدّمت إسرائيل بيوتنا، وهي عدوتنا الوحيدة، لذلك ليس مسموحاً لأحد بأن يتفاخر بعمالته مع إسرائيل في يوم من الأيام».