عكار – روبير عبد اللهسجّل أهالي رحبة رقماً جديداً في موسوعة غينيس الدولية من خلال عرضهم مساء أمس أكبر سندويش شنكليش في العالم. وكان ذلك بشهادة مندوبين من غينيس في باحة بلدية رحبة.
عرض السندويش لم يكن غاية بحد ذاته، إنما الهدف هو تسليط الضوء على صناعة القريش التي تشتهر رحبة بها، وبالتالي تشجيع الإنتاج الزراعي المحلي ودمج القطاعات الإنتاجية في البلدة، وإعادة إحياء العمل التقليدي وتنشيط الاقتصاد المنزلي بحسب ما قالته كارول قديسي من حركة الشبيبة الأرثوذكسية.
تكوّن سندويش الشنكليش من 170 رغيفاً مخبوزاً على الصاج، وجرى توصيل الأرغفة بواسطة مادة «النشا» والماء. قدمت الأرغفة جوزفين دنكور التي لا تزال تخبز على الصاج وتبيع الخبز والمناقيش لأهل البلدة. وقد بلغ وزن الخضر من بندورة وخيار ونعنع وبصل وفليفلة زهاء 35 كيلوغراماً. وقد تشارك في تقديم الخضر كل من سعاد وسعد الله رزق ومنصور منصور وحنا فرح وجرجس يوسف، بالإضافة إلى مزارعين آخرين من بلدة رحبة. كذلك استهلك السندويش 4 كيلوغرامات من زيت الزيتون المحلي الإنتاج والصنع. والأهم من ذلك كان القريش الذي تشتهر به بلدة رحبة، فكان نصيب السندويتش 10 كلغ منه.
وصناعة القريش أو الشنكليش يقوم بها العديد من نساء البلدة، وأشهرهن جميلة يوسف ورندة نقولا ومسرة غزول. جميلة يوسف تصنع القريش في منزلها منذ سبع سنوات. وقد ورثت الصنعة عن أمها. وأهم ما يدفع جميلة للعمل في هذا المجال هو أنها «لا تريد العمل تحت إيد الناس». فهي تشتري يومياً زهاء ثلاثين رطلاً من الحليب وتغليها على نار الحطب الذي تجمعه مع أختها وخالتها من أرضهم توفيراً لسعر الغاز. ومن ثم تتشارك مع أهلها في محطات العمل المطلوب لتصنيع القريش، وصولاً إلى بيعه بالمفرق من داخل منزلها إلى كل أهالي البلدة. وعلى الرغم من صعوبة العمل ودقته، إلا أن جميلة سعيدة بما توفره من المال في عمل يوفر عليها عناء الانتقال اليومي إلى أي عمل وظيفي. كذلك يفوق راتب الوظيفة من حيث المردود، إذ يبلغ ما تجمعه يومياً إجمالاً نحو أربعين ألف ليرة لبنانية. وكان عرض أكبر سندويش شنكليش مناسبة جرى التركيز من خلالها على وتفعيل التعاون بين مختلف الجمعيات الأهلية، وكذلك على مفهوم للتنمية الاجتماعية لا يقوم على الإمكانات المالية فحسب، بل يتعداه بحسب راجية بيطار مسؤولة مركز الخدمات الإنمائية إلى تنمية الوعي الذي يسمح بابتكار آفاق جديدة للعمل. وهو ما تعتبره بيطار جوهر التنمية الاجتماعية.
وكان لافتاً التنسيق بين المجلس البلدي في رحبة ومختلف الجمعيات المحلية والحكومية التي شملت إلى جانب مركز الخدمات الإنمائية وحركة الشبيبة الأرثوذكسية، لجنة «سيدات متطوعات» ومجلس إنماء رحبة. فشدد جان فياض المفوض برئاسة البلدية على إعادة إحياء التراث الشعبي الرحباوي، وتوثيق العلاقة بين مختلف شرائح المجتمع المحلي وخصوصاً اللجان الأهلية.