تكاد عمليات الخطف أن تُصبح ظاهرة في بعض المناطق اللبنانية. إذ لم يمض يوم واحد على عملية خطف أحد الشبّان في منطقة الرويس بسبب خلافات مالية ومحاولة خطف طفل من جانب سائق عمومي على طريق الأوزاعي، حتى حصلت عملية خطف أخرى في محلة حي السلم. وفي هذا السياق، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه أثناء وجود ثلاثة أشخاص من الرعايا العرب في حي السلم في الضاحية الجنوبية عند الساعة الرابعة من فجر أمس، اعترضهم شخصان وخطفوا أحدهم حتى السادسة صباحاً. وذكرت الوكالة الوطنية أن الخاطفين اتّصلا برفيقيه لدفع فدية مالية، لكن الرفيقين لم يتجاوبا مع الخاطفين. ولمّا لم تنجح محاولتهما في الحصول على المال أعاداه إلى رفيقيه.انتهت عملية الخطف بعودة المخطوف وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية، وقد أشار مندوبها إلى الثلاثة وهم عبد الله ص. (مواليد 1988) وأحمد د. (مواليد 1985) وسراج خ. (مواليد 1987) إلى فصيلة المريجة للاستماع إلى إفاداتهم لمعرفة ملابسات وجودهم في المنطقة في وقت متقدم من الليل، لافتاً إلى أن المخطوف قد أعطى مواصفات الخاطفين. وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» من مسؤول أمني رفيع أنه قد تبين أن الخاطف هو شخص واحد. وذكر المسؤول المذكور أن القوى الأمنية بدأت تحرياتها واستقصاءاتها بعدما حصلت على مواصفاته لمعرفة هوية الخاطف، فتمكنت دورياتها من توقيف عدد من الأشخاص، لافتاً إلى أنه جرى عرض الموقوفين على المخطوف فتعرّف على خاطفه. وقد ذكر المسؤول الأمني أنه تم تسليم الموقوف وملف التحقيق الى فرع المعلومات للتوسّع في التحقيق. يُذكر أن الشبّان الثلاثة الذين تعرّض أحدهم للخطف هم من الجنسية السعودية.
تجدر الإشارة الى أن البلاغات الأمنية الواردة الى قوى الأمن الداخلي سجّلت العديد من حوادث الخطف في الفترة الأخيرة، لكن هذه الحوادث ينحصر معظمها في دائرة الخطف بقصد الزواج الذي يقوم به أفراد بموافقة الفتاة بعد رفض أهلها القبول بتزويجها. لكن يُشار الى أنه بدأت تظهر أخيراً حالات خطف من نوع آخر، إذ تبيّن عند البحث في الخلفيات أنها بسبب خلافات مالية بين أشخاص، حيث يُفضّل الأشخاص اللجوء الى هذه الطريقة لتحصيل أموالهم بدلاً من اللجوء الى القضاء. وفي هذا السياق، ذكر أحد الأشخاص الذي اختطف شاباً لتحصيل ماله لـ«الأخبار» أنه لجأ الى هذا الأسلوب لأنه سئم من طول أمد المحاكمات دون أن يوقف الشخص الذي يدين له بالمال لأكثر من شهرين.