كامل جابرتلقت عائلة عبد الأمير منصور من بلدة القصيبة (قضاء النبطية)، السبت الفائت، خبراً مفجعاً يفيد بمقتل صغير العائلة، الشاب زاهر منصور (30 عاماً) أمام متجره في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية على أيدي مجهولين.
والد الفقيد وشقيقه الطبيب حسن، سارعا إلى الاتصال بأشقاء زاهر في ولاية فلوريدا، ليتبينا صحة الخبر، وقد تبيّن أن مجهولين قتلوا زاهر فجر السبت، بينما كان يهم بإقفال متجره (سوبر ماركت) في الولاية المذكورة. في تفاصيل الحادث كما نُقلت للعائلة، وصل مسلحون في سيارة وأطلقوا النار علىه من رشاش حربي وفروا إلى جهة مجهولة.
نقل زاهر إلى مستشفى في الولاية، لكنه كان قد فارق الحياة. لم تسلّم السلطات المعنية في ولاية كارولينا، حتى الآن، الجثة إلى أشقاء زاهر الثلاثة الذين انتقلوا من ولاية فلوريدا إلى كارولينا، بانتظار تشريح الجثة. تواصل العائلة اتصالاتها لنقل جثته ومواراتها في جبانة القصيبة، «وخصوصاً أن الدوائر تقفل أبوابها يومي السبت والأحد، ويقوم إخوتي بالاطلاع على مجريات التحقيق وما توصلت إليه السلطات المحلية بعد تشريح الجثة، ومتى يمكن التوصل إلى معرفة القتلة» يقول شقيق الضحية الطبيب حسن منصور.
ذكر والد زاهر أن ابنه الأصغر التحق بأشقائه الذين سبقوه إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ نحو 11 عاماً، «قبل أن يبلغ العشرين، وظل يعمل معهم، حتى اشترى قبل أربعة أشهر متجراً في ولاية كارولينا، وعمل على توسيعه حتى أصبح سوبر ماركت كبيرة. واتصل بي وأخبرني بذلك، وأنه غادر عمله مع إخوته إلى ولاية أخرى بعدما تلمّس أن الأجواء التجارية جيدة هناك، وأنه يمكن من خلال المتجر الجديد تطوير تجارته».

مجهولون قتلوا زاهر فجر السبت، بينما كان يهمّ بإقفال متجره

وينقل والد الضحية معلومات عن عمال وموظفين في متجر ابنه، تفيد بأن محاولة للسرقة قام بها لصوص قبل ساعات من مقتل ابنه، في ما يشبه محاولة ابتزاز من «مافيا» محلية هناك، ولم يرضخ لمحاولتهم «ولا ندري إذا كانوا هم أعينهم من قتلوه، أم أن وراء الأكمة عنصرية ما تجاه اللبنانيين والعرب هناك، إذ علمت أن شابين لبنانيين من الجنوب والضاحية قتلا منذ أسبوعين في تلك الولاية على يد مسلحين مجهولين»، يقول الوالد المفجوع.
يتحدث والد زاهر، مضيفاً أن ولده زار لبنان الصيف الفائت، و«كانت هذه زيارته الأولى خلال 11 عاماً. أتى إلى هنا واشترينا له قطعة أرض على أمل بناء بيت ثم تزويجه ليستقر هنا في لبنان، وقد عبّر هو عن رغبته في ذلك، وبقي على اتصال دائم معنا للبدء بتشييد البيت، ونحن باشرنا بعملية الجرف، وإذ بنا سنبني له قبراً بدل البيت. إنها لقمة الاغتراب المغمسة بالدم».
إذاً، لا تزال أسباب قتل زاهر غير واضحة، ولا يُعرف متى ستُسلَّم الجثة لذويها.
من جهة ثانية، يلفت بعض المتابعين إلى تكرر اعتداءات على شبان لبنانيين في ولايات أميركية، وإن بوتيرة غير مرتفعة، ويأمل المتابعون أن تتحرك السفارة اللبنانية في واشنطن لمتابعة هذه الحوادث.