كامل جابرلم تكد تنقضي 24 ساعة على مغادرة فريق «ماغ» لنزع الألغام بلدة يحمر (الشقيف)، حتى غادر قرابة التاسعة والنصف من صباح أمس، بلدة حاروف، جنوبي مدينة النبطية، بعدما طلب أحد مواطني البلدة إلى الفريق، الذي باشر عمله صباحاً في محلة «الخانوق»، بين حاروف وجبشيت، مغادرة المكان.
وأشارت جهات مطّلعة في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن الطلب إلى الفريق مغادرة الحقل الذي كان يعمل فيه جاء على خلفية «عدم تنسيق الفريق (ماغ) مع اللجنة الأمنية المشتركة». وأبلغ أعضاء الفريق «المطرود»، قيادة الجيش المعنية بالملف، وغادروا عائدين نحو مركزهم الرئيسي في محلة كفرجوز في مدينة النبطية.
وقد اتصلت «الأخبار» برئيس بلدية حاروف، الحاج حسن حرقوص، مستفسرة عن «الإشكال»، فلفت هذا الأخير إلى أن «شرطي البلدية أخبرني أن عناصر حزبيّين من المنطقة طلبوا من الفريق ترك الحقل، نظراً إلى وقوعه بمحاذاة مركز حزبي (ينتمي إليه العنصر). ولقد توجهتُ شخصياً إلى المكان ولم أجد أحداً من الطرفين» كما قال. وينتظر رئيس البلدية ما ستؤول إليه «الاتصالات التي بدأت بين المعنيين للعمل على عودة الفريق إلى البلدة، نظراً إلى الأهمية المرجوّة من خلال قيامه بتنظيف الحقول المشكوك فيها».
وكان فريق «ماغ» قد غادر بعد ظهر الثلاثاء الفائت، بلدة يحمر القريبة، بعد سلسلة من الإشكالات التي رافقت عمله في البلدة.

عناصر حزبيّون من المنطقة طلبوا من الفريق ترك الحقل

لكنّ رئيس بلدية يحمر قاسم عليق أوضح في اتصال مع «الأخبار» أنه «لا علاقة لأي جهة محلية أو بلدية بمغادرة فريق ماغ البلدة»؛ (راجع عدد الأخبار 1224) لافتاً إلى أن «إشكالاً وقع بين الفريق والمتعهد المكلف من جانب البلدية ببناء جدار دعم في منطقة قريبة من الحقل الذي يعمل فيه الفريق؛ وقد فوجئ المتعهد بانفجار قنبلتين عندما باشر العمل؛ بالرغم من قيام الفريق بتنظيف الجوار، وتلقّى وعداً من الجيش والفريق بالكشف على الحقل مجدداً».
وتابع: «ومع مرور وقت رأى فيه المتعهد أنّ وقت التلزيم بدأ ينفد، مع ما يترتب عليه من مسؤوليات تجاه البلدية، وفي أثناء المراجعة حصل تلاسن بينه وبين ضابط الجيش المسؤول، ففوجئنا بعدها بمغادرة الفريق بلدتنا من دون إعلامنا». ورأى «أنّ القصة الآن باتت في عهد الجيش اللبناني».
ووزع عليق بياناً، أمس، ناشد فيه «فريق ماغ لنزع الألغام العودة عن قراره ترك العمل في نزع القنابل العنقودية الإسرائيلية المنتشرة في البلدة، التي تعرّض حياة المزارعين للخطر». وطالب الفريق «الذي أوقف عمله من دون إعلام البلدية بذلك، بأن يعود إلى ممارسة عمله».