قُتل شاب وعامل سوري أمس في حادثي سير قرب نهر الكلب وأوتوستراد نهر إبراهيم، فيما يشكو أهالي الضنية من ارتفاع الحوادث على الطريق التي تربط منطقتهم بطرابلس
عبد الكافي الصمد
سُجّل أمس وقوع حادثي سير نتجت منهما وفاة شخصين وإصابة أربعة أشخاص بجروح. الحادث الأول وقع على أوتوستراد نهر الكلب، والثاني على أوتوستراد نهر إبراهيم.
في التفاصيل كما جاء في خبر نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، أن الشابين ربيع حسن عباس (29 عاماً) وفادي ع. (40 عاماً) «كانا يتشاجران وسط الأوتوستراد في منطقة نهر الكلب، وقد اجتاحتهما سيارة مسرعة» ما أدى الى مصرع ربيع وإصابة فادي بجروح خطرة. أما الحادث الثاني، فحصل عندما اصطدمت سيارة «فان» محملة بالمياه المعدنية بحائط إلى جانب الطريق مقابل سوق الخضار في منطقة نهر إبراهيم. وقد أصيب سائق الفان بشير أ. ط. بجروح مختلفة، فيما قُتل العامل السوري أحمد حسن الحسن (15 عاماً)، الذي كان جالسا الى جانب السائق. الحادث أدى إلى وقوع جريحين آخرين، وجاء في الوكالة أنه حصل «جراء خروج الفان عن الطريق وفقدان سائقه السيطرة عليه».
من جهة ثانية، وقع حادث سير أول من أمس في محلة البياض، على الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بمدينة طرابلس، سقط خلاله جريحان، أحدهما أصيب بجروح ورضوض بالغة، وقد مثّل هذا الحادث «جرس إنذار» إضافياً ودعوة إلى التنبه من مخاطر السرعة الزائدة لبعض السائقين الذين يقودون سياراتهم بتهور كبير، وسط غياب أيّ إجراءات للسلامة العامة يُفترض أن تتخذها الجهات المعنية للتخفيف من وقوع هذه الحوادث، ولحفظ أمن وسلامة المواطنين، الذين يعبرون الطريق بالآلاف يومياً.
مع أن الجريحين نقلا إلى المستشفيات للمعالجة، فإن تهشّم السيارتين المصطدمتين معاً جعل من يراهما يتأكد أن معجزة خارقة أنقذت من كانوا فيهما من الموت، الذي حصد خلال أشهر صيف هذا العام عدداً كبيراً من القتلى، وأوقع عدداً أكبر من الجرحى، فضلاً عن خسائر مادية كبيرة في الممتلكات.
طريق الضنية تشهد ازدحاماً كبيراً لحركة شاحنات النقل
في ظل غياب أيّ إحصاءات رسمية عن عدد حوادث السير التي شهدتها الطريق المذكورة، وما يسقط فيها من قتلى وجرحى، فإن أشهر فصل الصيف تشهد عادةً ارتفاعاً ملحوظاً في وقوع مثل هذه الحوادث، أكثر من بقية أشهر السنة، نظراً إلى قدوم المغتربين والمصطافين بكثرة إلى المنطقة. إلا أن ما يسهم في ارتفاع نسبة حوادث السير وأضرارها 3 أمور: الأول أن بعض السائقين يقودون سياراتهم بتهور كبير، وبسرعة تتجاوز السرعة القانونية المحددة على تلك الطريق، إضافةً إلى غياب أي إجراءات للسلامة العامة (عدم وجود إشارات تنبيه للسائقين تحدد لهم السرعة القصوى، أو جدران دعم حديدية على جانبي الطريق، أو قيام قوى الأمن الداخلي بوضع حواجز رادار لمراقبة السائقين).
الأمر الثاني يتمثل في غياب أية إجراءات لتلقين السائقين أسس الحفاظ على السلامة العامة. المنطقة تشهد وجود نسبة كبيرة من المراهقين، ومن هم دون السن القانونية التي تسمح لهم بقيادة السيارة، وهي سن الـ18، نتيجة تشجيع بعض الأهالي لأولادهم على القيام بذلك من غير مراقبة مباشرة منهم، أو قيام هؤلاء الشبان بـ«سرقة» السيارة بعيداً عن أنظار أهلهم، الأمر الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى وقوع حوادث سير، كان لافتاً خلال هذا الصيف أن أكثرية من ارتكبوها كانوا من الشبان والمراهقين الذين لا يحملون رخص قيادة.
أما الأمر الثالث، فهو أن الطريق المذكورة باتت تشهد منذ افتتاح طريق الضنية ـــــ الهرمل قبل أكثر من عام، ازدحاماً كبيراً لحركة شاحنات النقل على اختلافها، وهذا الأمر عدا أنه سبب أضراراً وحفراً لحقت بالطريق، فإنه أدى إلى وقوع حوادث سير كان أحد أسبابها قيادة بعض السائقين لشاحناتهم بسرعة جنونية، رغم أن الطريق لا تتمتع باتساع كاف (عرضها بين 8 ـــــ 10 أمتار)، ويتحتم السير عليها بأناة نظراً إلى كثرة منعطفاتها.