جوان فرشخ بجالي تغيّر مفهوم المتاحف عالمياً. فهي لم تعد صالات عرض للقطع فقط، ولا غرفاً واسعة لمعارض ضخمة، بل أصبحت مركزاً حيوياً للتبادل، والتعارف والتقارب بين فئات المجتمع أجمعين. ولكن، أين هو العالم العربي اليوم من هذا المفهوم؟
سؤال حاول المؤتمر الذي عُقد في الأيام الماضية في جامعة البلمند إعطاء صورة عن وضعه، وقد شارك فيه مسؤولون وعاملون في القطاع في كل من لبنان والأردن ومصر والسعودية ودبي.
وتقول نادين بانايوت هارون، مديرة قسم الآثار والمتاحف في جامعة البلمند، إن «الهدف من المؤتمر هو خلق صلة وصل وتواصل بين كل هذه المؤسسات، والتعرّف إلى المناهج المتّبعة في مختلف الدول، وخاصةً في إطار التربية والتعليم والتثقيف». وتؤكّد «أن المؤتمر هو الأول من نوعه في العالم العربي الذي لا يزال الدور التربوي والتثقيفي للمتاحف فيه خجولاُ».
وجامعة البلمند التي تفتح قسم الآثار والمتاحف للدراسات العليا، تحوي متحف التراث والتقاليد الشعبية الذي يعمل مركز الدراسات التابع له بلا انقطاع على أرشفة الذاكرة الشفهية والعادات التي تختفي بسرعة.
وتعمل الجامعة حالياً على تأسيس متحف ثانٍ عن تاريخ دير البلمند، وتعرض في داخله مجموعة الدير من الأيقونات والمخطوطات...
وتقول بانايوت إن «التواصل داخل القاعات وخارجها كان جيداً جداً خلال يومي المؤتمر، وجرى تعريف القطاعات بعضها إلى بعض، وسمح لأهل الاختصاص بالتقرب وبدء التعاون لتحديد أهداف مشتركة في العمل».
وتميّز المؤتمر بالطابع الشخصي الذي اتّسمت به بعض المداخلات. فبعض الاختصاصيين في المجال، قدموا مداخلات عن عملهم الشخصي في قطاع المتاحف، وكيف تطورت النظرة إلى المتاحف، وتغيرت لتصبح هذه الأخيرة مراكز استقطاب للشباب، ولليافعين خاصةً، عبر برامج تربوية معدّة خصيصاً للمدارس.
وتجدر الإشارة الى أن المتحف الوطني في بيروت لم يشارك في أي مداخلة في هذا المؤتمر الذي عرضت فيه خبرات متحفي الجامعة الأميركية في بيروت، ومتحف جامعة البلمند.
وتوقفت المداخلات عند تجارب أكبر المتاحف في العالم العربي، مثل متحف اللوفر في أبو ظبي، ومعرض السعودية في اللوفر في باريس، ومتحف الطفل في الأردن.
ورأت هارون أن «التجربة الأولى لجامعة البلمند في إطار المؤتمرات عن المتاحف ناجحة لأنها خلقت ترابطاً بين أصحاب الاختصاص في شتى هذه الدول».