كان اللقاء مع مديري المدارس الرسمية المحطة الأبرز في الجولة البقاعيّة لوزير التربية. المديرون طالبوا بمقوّمات المنافسة مع القطاع الخاص وتطبيق الثواب وليس فقط العقاب في التعاطي معهم
البقاع ــ أسامة القادري
تمنى مديرو المدارس الرسمية في البقاع الغربي وراشيا الوادي لو أنّ اللقاء الذي عُقد مع وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة في ثانوية جبّ جنين الرسمية أتى بدعوة من وزارة التربية، لا من «تيار المستقبل» الذي تولى الاتصال بهم فرداً فرداً. لكن منيمنة أوضح للمديرين أنّه لا مشكلة في الجهة الداعية، فهو يلبي في زياراته التربوية إلى كل المناطق اللبنانية دعوة كل الأفرقاء السياسيين، والدليل أنّه زار منذ فترة ليست بعيدة منطقة جبيل بدعوة من التيار الوطني الحر.
«دور المدير في تعزيز ثقة الناس بالمدرسة الرسمية» هو العنوان الأبرز في اللقاء الذي شاركت فيه رئيسة المنطقة التربوية في البقاع أمال كنعان. المديرون تحدثوا عن صعوبة منافسة القطاع الخاص بإمكانات ضئيلة، وإن كانت الإدارة الجيدة تسهم في تحقيق نسب نجاح مرتفعة في الشهادات الرسمية. هنا ركز مدير متوسطة سحمر خليل قماطي على أهمية اعتماد مبدأ الثواب والعقاب، «فكما تحاسب وزارة التربية المديرين المقصّرين في أداء مهماتهم التربوية، عليها أن تكافئ المديرين الذين يعيدون الثقة بالتعليم الرسمي من خلال النجاح الذي تحققه مدارسهم في الامتحانات الرسمية». وفيما شدد قماطي على أهمية مشاركة المعلمين في الدورات التدريبية، طالب الوزارة بأن تؤمن بديلاً لهم وبعدم ترك فراغ خلال فترة التدريب.
أما مدير متوسطة البيرة، أحمد عواضة، فقد دعا الوزير إلى الاهتمام بالمدارس «المنتجة» التي تعاني نقصاً في عدد المدرّسين في المواد الأساسية تماماً، كما تجري حالياً معالجة الفائض في عدد المدرسين، مقارنة مع عدد الطلاب، وذلك عبر إجراءات الضم إلى مدارس أخرى.
وبينما أشار مدير متوسطة المنارة زياد رحال إلى حاجة المدارس الى تجهيزات ومختبرات تعليمية، أثار المديرون مشكلة «الخدم» في المدارس وكيف أصبح المدير معقّب معاملات من خلال متابعة المشاكل التي يواجهونها في الضمان الاجتماعي، مطالبين بأهمية تثبيتهم في ملاك التوظيف في وزارة التربية، وأن لا يستمروا في أخذ رواتبهم من صناديق المدارس التي غالباً ما تكون فارغة.
وزير التربية ردّ على هواجس المديرين، مؤكداً أننا «نعمل على تحسين وضع المدرسة الرسمية، والنتائج النهائية للشهادات الرسمية تشير إلى أنّ معدل النجاح ازداد بنسبة 13% مقارنة مع السنوات السابقة». وتوجه منيمنة إلى المديرين بالقول: «تكمن أزمة المدرسة الرسمية في انعدام ثقة المواطن بالقطاع العام، وهذا ليس ذنب المواطن بل ذنب الجهاز الإداري والتعليمي في المدرسة». أما مشكلة «الخدم» فوعد الوزير بحلها ضمن الخطة التربوية الوطنية التي أعدّت للنهوض بالمدرسة الرسمية. ولفت إلى أن بدء التسجيل سيكون في الأول من أيلول المقبل حتى 15 منه، بهدف الاستفادة من شهر دراسي كامل لأن هذه الفترة لا تشهد عطلاً رسمية،

منهج التاريخ الموحّد أحيل إلى مجلس شورى الدولة

كما سيحدد رسم التسجيل ما دام لن يعلن بعد عن الهبة السعودية! أما بالنسبة إلى كتاب التاريخ الموحد، فأوضح منيمنة أن اللجنة المكلفة بكتاب التاريخ أنجزت المنهج من الصف الأول ابتدائي حتى الرابع متوسط (البريفيه)، وأحيل الى مجلس شورى الدولة لإبداء الرأي فيه، وتحويله إلى مجلس الوزراء لإقراره.
ودعا منيمنة المديرين إلى وضع برنامج دعم للمدارس الرسمية من خلال التنسيق مع بعض المتموّلين والمغتربين في المنطقة. ولم يغفل وزير التربية الحديث عن أهمية إقرار قانون إلزامية التعليم في لبنان، وخصوصاً أن لجنة التربية النيابية أنهت دراسة المشروع، وينتظر خروجه من اللجان الأخرى تمهيداً لإقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب. وأكد أنّ «القانون سيحاسب كل من لا يلتزم تعليم أبنائه».
وبعد اللقاء، انتقل الوزير إلى ثانوية المنارة الرسمية لتكريم 128 طالباً وطالبة نجحوا في الشهادات الرسمية. وتحوّل الاحتفال مهرجاناً حاشداً في باحة الثانوية، حضره حشد من الشخصيات السياسية والحزبية وفاعليات المنطقة، وأهالي الطلاب.