تبلغ ميزانية الدفاع المدني ثلاثة عشر مليون دولار أميركي. لا تبدو هذه القيمة كافية لتجهيز الدفاع المدني الذي يعاني من نقصٍ فادحٍ في كل شيء، حتى البشر. هذا الجهاز، على أهميته في بلدٍ كلبنان لكثرة حروبه وحرائقه، يحتاج إلى الكثير من التجهيزات لملء الفراغ في بعض مراكزه البالغة 204. فإن عدنا إلى إحصاء التجهيزات، يمكن القول إنها «جرصة»، حيث تعود آخر هبة إلى عام 2001، سبقها في عام 2000 آخر سيارة إسعاف، وفي عام 1998 آخر سيارة إطفاء.204 مراكز من المفترض أن تحوي سيارتي إسعاف وسيارتي إطفاء وبوبكات وجرافة... أما عملياً، فتحوي 300 سيارة إطفاء و100 سيارة إسعاف «ماشي منها 60 سيارة»، أي بمعدل 100 سيارة «نقص» و60 أخرى معطلة. يضاف إلى ذلك نقص 140 مقصاً لقصّ سقف السيارة في حال تعرضها لحادث، ونقص 220 جرافة و200 بوبكات و238 بوكلين و10 سلالم هيدروليك.
ماذا يوجد إذاً؟ يقول العميد درويش حبيقة «من كل شيء، ولكن كل شيء ضئيل وقديم».
يدخل حبيقة في التفاصيل: «نملك ثلاثة سلالم؛ اثنان يعملان والثالث معطّل، وهو يستعمل للمباني العالية. ونملك مجموعتين فرنسيتين للبحث والإنقاذ في حال الانهيارات». الحمد لله أن لبنان لا يتعرض لانهيارات بالجملة، وإلا لكان الوضع سيّئاً. فإن وقعت 10 مبانٍ، «فالبديهي أن مجموعتي الإنقاذ تعملان في بنايتين، أما الثماني الباقية فـ«au revoir et merci»، يقول حبيقة.
نقص هائل في التجهيزات، ولا من يتحرك. ودفاتر الشروط التي تُعدّها المديرية لم يوقَّع واحد منها منذ عام 2001، تاريخ آخر مناقصة. والموازنة التي كانت تبلغ 24 مليار ليرة لبنانية قبل سنوات، وصلت الآن إلى 20 ملياراً، وهي في تناقص مستمر. وهنا، يشير حبيقة إلى أن «الدفاع المدني يحتاج إلى 150 مليون دولار، توضع في تصرّف لجنة تضم خبراء من الجيش وقوى الأمن والدفاع المدني لتنظيم هذا الجهاز». وبحسب دراسة أعدّها حبيقة، هناك حاجة لـ450 مركزاً تكفي 2701 قرية، أي بمعدل مركز لكل 7 بلدات. لكن، من الذي سيردّ على هذه الدراسة؟ ربما من الأجدى الآن تجهيز هذا القطاع.. قبل أن تسقط طائرة إثيوبية أخرى وتعيد نبش «الخمير والفطير» في الدفاع المدني.
ر. ح.