البقاع ـ رامح حميةشارفت عملية إتلاف حقول الحشيشة في البقاع الشمالي من قبل القوى الأمنية، على نهايتها، وذلك بعد مرور أسبوعين على انطلاقها، حيث يتوقع أن يسدل الستار عليها خلال اليومين المقبلين بحسب ترجيحات أمنية. وذكر مصدر أمني لـ«الأخبار» أن المساحات التي تم إتلافها حتى اليوم بلغت حدود عشرة آلاف دونم، وأن الباقي منها يقتصر على ما يقارب ألف دونم، مشيراً إلى أن حقول الحشيشة المزروعة لهذا العام أقل من تلك التي زرعت العام الماضي بفارق لا يتعدى ألفي دونم. وبذلك فإن عملية الإتلاف التي يشارك فيها عناصر من وحدة الشرطة القضائية ومكتب المخدرات الإقليمي والقوى السيارة، بالإضافة إلى عناصر من المخافر البقاعية والفصائل، تتركز في الفترة الأخيرة في الهرمل وجرودها، حيث أكد المصدر الأمني أن محور بلدة بوداي انتهى العمل منه منذ أيام وكذلك رأس بعلبك، فضلاً عن تلك الحقول التي عثر عليها في جرود العاقورة أخيراً، موضحاً أن الإتلاف يجري بسرعة أكبر في أكثر من عشرين حقلاً، عازياً السبب في ذلك إلى تقلص عدد الحقول، واقتصارها حالياً على الهرمل وجرودها في مرجحين والسواح وجباب الحمر، حيث المساحات الأكبر من الأراضي التي يُعتقد أنها مزروعة بالحشيشة. المزارعون من جهتهم تساءلوا عن «مقدرة المزارع البقاعي على تحمل المشاكل والخسائر الزراعية، وعلى توفير معيشة أبنائهم، في ظل غياب البديل الزراعي الذي وعدت الدولة بتأمينه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي». لفت بعض المزارعين إلى أنهم لن يتوانوا عن زراعة الحشيشة موسماً بعد موسم لتوفر الاقتناع لديهم بأن «الدولة تتغاضى عن تأمين البديل، وعن القطاع الزراعي بأكمله»، وخير دليل على ذلك الخسائر التي لحقت بجميع المزارعين هذا العام، وكالعادة لا تُقدم لهم تعويضات وذلك يثير حفيظتهم. وأكد أحد مزارعي الحشيشة أنه لن يبتعد عن هذه الزراعة خوفاً، بل منعاً لحصول أية خلافات ومواجهات، «فلتخسر الدولة سنوياً الملايين من أجل عمليات الإتلاف».
من جهة ثانية، تردّد لدى بعض مزارعي الحشيشة أن عدداً منهم سعى خلال فترة عملية الإتلاف إلى إغراق حقولهم بالمياه كطريقة لمنع القوى الأمنية، بالعمال والجرارات الزراعية، من النزول إلى الحقول بقصد الإتلاف.