الخيانة، الكراهية والفقر. في هذا المثلث التراجيدي الأشبه بمسرحيات شكسبير، يجد جمهور تيار المستقبل في عكار نفسه، متروكاً، متجرّعاً مرارة من تعرّض لخيانة أقرب الناس إليه، فيما لا يبدو مستقبله في ظل التغيرات الإقليمية واضحاً، أما صدقيّة المحكمة الدولية؟ فبالنسبة للكثيرين بينهم مجرّد «شيء انتهى»
عكار ــ ضحى شمس
الحرّ. يتراقص الهواء الساخن المتصاعد من محرك السيارة المتجهة بنا شمالاً، كألسنة لهب لا لون لها، فيتراقص معه مشهد الطريق الممتدة بإسفلتها العتيق الى «مجاهل» عكار. في العقل أيضاً، تغلي أسئلة راهنة. وفي القلب ارتجاف قلق من طرحها على مواطنين عبّئوا لسنوات مذهبياً على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يعود التوتر مع عودة سيناريوهات المحكمة الدولية الخاصة، ليرخي بظلاله في ظل إحساس بالخيبة والعجز وكره الذات، فكيف بالآخر. موجة الحرّ غير المسبوقة، وأكسسواراتها اللبنانية من تقنين متزايد للتيار الكهربائي وللمياه وحال الطرقات، يجعل من عكار، ككل المناطق، بيئة حاضرة للتفجير في أي لحظة، لولا رحمة... اليأس. تدوير الكلام ليس مهماً في تصريحات السياسيين. التلميحات المبطّنة هي ما يبقى في أذهان مواطنين استنبطوا «شيفرة» يفكّكون بها تصريحات سياسييهم. كلام هذا الجمهور، الذي اخترنا عشوائياً بعض من يمثله من معاقل السنّية السياسية بالمعنى الحريري في عكار، ينضح بالمرارة. كيف يذهب ابن الشهيد، صاحب الدم، الى سوريا التي لا تزال في أذهانهم متّهمة؟ لم يكلّف أحد نفسه أن يشرح لهؤلاء، الواقعين جغرافياً تحت ظل الجارة الشمالية، كيف أصبحت فجأة «كعبة» سياسية يحجّ الجميع إليها! وقود التظاهرات المليونية هم ركاب البوسطات الممطرة «ملايين» على الساحات، والملبية بكل إخلاص نداء ابن الشهيد، متى أراد وأينما أراد و«زيّ ما هيّي». عُبّئوا كمرجل كراهية، قاربوا الانفجار، ارتكب بعضهم مجزرة بحلبا يندى لها جبين الحرب الأهلية، خسروا، ازدادوا كراهية، ثم تركوا لمصيرهم في المكان الذي أرادوا بأي ثمن الخروج منه: على هامش الوطن.
اليوم، تعود مظاهر التوتر المذهبي ولكن بدون قدرة على «ترجمتها» ميدانياً: مشهد المصالحة السورية السعودية لا يسمح بذلك. لكن ما الذي بقي من صدقية المحكمة الدولية في أذهان «جمهورها» بعد كل التطورات؟ الضياع في سؤال كبير: من يكذب علينا؟ معطوفاً على الإحساس بالخيانة. يولد هذا الإحساس، للمفارقة، شعوراً طبقياً: الكبار الأغنياء يتصالحون ويتركون الصغار في الشارع نهباً لما اختزنوه من كراهية وخوف: هل تعود سوريا مرة أخرى بمباركة سعودية الى لبنان؟ وما الذي سيحصل لـ«الصغار» بعد كل ما قاموا به إثر اتهام سوريا و«إعدامها» إعلامياً؟
تكاد تأخذ نفَساً عميقاً قبل دخول المنية، لشدة تحسّبك لردود أفعال صوّرت لك عنيفة. الرجل بالفانيلة البيضاء والشورت، والذي كان يمسك بنربيش بلاستيكي يرش منه المياه على أرضية مغسل السيارات مستمتعاً بالرذاذ البارد، بدا لنا بداية طيبة. حرص الشاب، الذي قال لنا بداية إنه «ما في مشكلة» بالنسبة إلى ذكر اسمه، ليعود فيغير رأيه في نهاية المقابلة، على تمييز نفسه عن أهل المنطقة. فهو «صاحب كيف، كل يوم باخذلي 3 أو 4 بيرة، أعزّ أصحابي من بكفيا»، يقول ذلك لسبب ما. نسأله عن الزيارة الملكية الرئاسية، وإن كانت قد نجحت في تخفيف التوتر في البلاد. يردّ وهو يكنس الهواء بظاهر كفه «وأنا شو بدّي باللي راح واللي إجا؟ خلّيني بعيد. شاغلينا بلقمة الأكل»، ليقفز فجأة الى «أنا بحب حسن نصر الله ومفهوميّته. وبحب رجوليته»، يصمت لينظر إليّ مباشرة وهو يقول: «أنا سنّي» يقولها كأنما ليدلّل على مدى «غرابة» ما يقول. ويتابع «عشت حياتي لم أكن أعرف السني من الشيعي، حتى التحقت بالخدمة العسكرية». ثم «تابعت الأخبار، فوجدتها تافهة. ببساطة: إذا مات فقير فلا أحد يدري به، وإن مات غني كل العالم بتطلع وراه». لكن، ما الذي يعجبه في نصر الله و«الموسم» معاكس لمشاعر من هذا النوع؟ يقول: «فهمان. واثق من نفسه، ورجّال». ولكن، هل هذا سبب لنفي ما يشاع عن اتهام «عناصر غير منضبطين» من حزبه؟ يقول: «أنا لا أتهمهم مطلقاً. أعوذ بالله. إذا في شي عاطل عم ينقال، عم ينشروه جماعة سعد (الحريري رئيس الوزراء)، كرّهونا فيه. سعد كنت أحبه» تساءلنا إن كان للانتخابات النيابية الأخيرة علاقة بما بدا لنا إثر تكراره، إنه مؤشر لتحوّل الرأي العام في المنية؟ الجواب بالإيجاب. يروي الرجل عن اللاعدالة في توزيع «الأموال الأنتخابية»، أي الرشى، بلهجة لا يخالجها أي شك بأن ما يقوله شيء «عادي»، مشتكياً كيف أن رئيس تيار المستقبل السابق في الشمال «جاب 6 ملايين دولار بالكراتين» حسب زعمه، لكنه «كان يفيد أقاربه وزلمه». ثم يختم بالحكمة الآتية: «الاستفادة مش كخ، لما بتكون الأيدي أمينة، بس ناس تاخذ وناس لأ؟ ليه؟».
غير بعيد عنه، عند زاوية الشارع، يجلس رجل ستّيني على حجر أمام محل مقفل. لا تفهم ماذا يفعل هنا. ربما يتسقط بعض الهواء، مزجياً الوقت بمراقبة السيارات العابرة، وهو يسقط خرزات مسبحته الواحدة فوق الأخرى مستأنساً بصوت طقطقتها. نسأله عن رأيه في زيارة الرئيس بشار الأسد والملك عبد الله بن عبد العزيز، فيجيب بتعب: «أنا ما بحكي بالسياسة». لكنه يحكي: «بس جملة واحدة: مرجعية سعد الحريري وحسن نصر الله صارت واحدة: سوريا». يستشهد بالانتخابات الأخيرة: «سألهم؟ (يقصد سعد) مين بحط كاظم (الخير) ولا كمال(الخير) قالوا له حط كاظم. ومن هنا بدأ كل شيء. فأمّ كاظم سورية، أي أنه عديل عبد الله الأحمر. فهمت؟ يعني بدك تقولي اليوم المنية نص مع هيدا ونص مع هيدا. بس الاتنين مرجعيتهم بشار؟».
على مقربة من المكان، حلاق كان يعمل قصاً في شعر زبون. يقول أحمد (..) إنه يحس «بيأس. السياسة كلها مش مزبوطة. كل إنسان منحاز لطائفته. أكثرية السياسيين عم يشتغلوا بطوائفهم. ونحن قرفانين من هالشي. المحكمة الدولية؟ شيء انتهى. ما في محكمة دولية. مغمغوها». هل يقصد أن القاتل معروف؟ يقول: «أكيد، بس بالسياسة ما فيهم يقولوا». ومن هو برأيه؟ يقول «معروفة: السوريين. ولكنهم عاملين حركيشة لحسن نصر الله حتى يشتغلوا متل ما بدهم. يريدون خراب البلد». ولكن المحكمة الدولية ابتعدت عن سوريا. يجيب: «أميركا ما الها علاقة. اكيد اسرائيل لها علاقة». وهل يظن ان زيارة الرئيس والملك بردت الأجواء؟ يجيب: «الزيارة لم تكن لازمة. بشار (الأسد) عمل بلبلة بالبلد لما إجا. هناك من يحبه، وهناك من يكرهه. أنا أحبه (!) لأن كلمته كلمة. مش متل اللي عنا». والملك عبد الله؟ يقول «لا أعرف عنه شيئاً». أما التوتر في البلد؟ فيقول «الجو للآن عادي. الناس ما قامت بعد عنا بالمنية ما في توتر»! وما الذي قد يسبب التوتر إذاً؟ يقول: «إذا سعد طلع ع التلفزيون وقال ما لازم بشار يجي. ما بيجنوا الناس؟ أكيد». ثم يقول «أتريدين رأيي كمواطن؟ المحكمة الدولية بالنسبة لي مثل (المسلسل الكرتوني) توم اند جيري: ساعة بيقولولك طلعوا قرار، ساعة رح يلغوها، كلو عم يركض ورا كلو وما مفهوم شي. ما بقى عندي ثقة بالمحكمة». ثم يسأل: «هلق هيدي المحكمة أليست للحريري؟ كم مضى على مقتله؟ ألم يعرفوا من هو القاتل بعد؟ متل ما قلتلك: توم اند جيري». وهل هو مع اتهام حزب الله؟ يجيب: «لا يجب اتهام نصر الله. أنا ضد. لأنه وقف وقفة بوجه اسرائيل الجيش نفسه لم يقفها». الزبون بين يديه، والذي كانت رغوة الصابون تملأ وجهه فتح فمه ليقول الحكمة الآتية «يا عمي، لما كان هناك فت مصاري، كان بدّهم الحقيقة. اليوم ما عاد حدا بدو إياها».في الطرقات الداخلية، نعثر على كاراج لتصليح الآليات وقف فيه بعض الرجال، كلهم بالفانيلة في هذا الحرّ الدبق برغم ان الغروب قد حلّ. أحدهم، كان ينزل أكياساً من شاحنة متوقفة. ما إن يسمع السؤال حتى يأخذ برواية أنه كان بشاحنته على المصنع حين وصل «درج الملك»، يقصد السلم الكهربائي لطائرة الملك عبد الله، والذي استخدمه في مطار بيروت. نتحول الى رجل بقربه «لا أصدق أنه نصر الله» يقول رداً على موضوع صدقية المحكمة، ويستطرد كأنما يسأل نفسه: «لكن من؟ سوريا؟ ليس لها مصلحة. لم لا يقال إنها فتنة من اليهود وأميركا حتى يخربوا البلد»؟ ثم يضيف متعجباً: «انو كل أميركا هلق ما بقى يتطلعو الا بمأتم الحريري؟» (يقصد تركيز التلفزيونات العالمية على الحدث أيامها) أنا مع انسحاب سوريا من لبنان، سعد يروح لعند السيد ويسلم عليه».
يتدخل رجل «الدرج الملكي» ليقول ان الشيعة هم من قتلوا الرئيس الحريري. أخيراً بعض الكلام الطائفي، نكاد نقول! ولم يظن ذلك؟ نسأله، وإذا به يجيب: «لأنهم بيزرّكولي! أنا بفضّي نقلات وين ما كان بلبنان، عندهم بالضاحية كمان. بس بيضلّو يزرّكولي: الحريري تبعك، عمر تبعك، أشيا هيك وأنا بنقهر. بس ما فيني قول شي». نسأله لم لا يشكوهم؟ فيرد: «يقولون لي انهم حراس نصر الله، ما فيني عليهم!» تبتسم محاولاً ان تجيبه بأن حراس نصر الله لا يعرفون عن أنفسهم بهذه الصفة لو كانوا حقيقيين، لكنك تتنبه الى أنه على شيء من البساطة.
تحاول الإفلات من كبايات العصير، توفيراً لكلفة الضيافة على الناس، لكنها سرعان ما نزلت على صينية فضة من المنزل فوق الكاراج. تبقى لتسمع الرجل يقول «إجا سعد الحريري وضبّ كل هالزعامات السنية وبس بقي هوي. هيدا شي مش مزبوط. في ناس كل عمرها تشتغل. ليه حتى يقعدوهم ببيتهم؟». تنقطع الكهرباء فنغرق في عتمة دامسة. كانت الساعة قد شارفت على الثامنة مساء. يسأل الرجل: «طيب هاه: نحنا لا بحرب ولا شي. ليش عم تنقطع الكهرباء؟».
في بحنين، البلدة الحريرية الاخرى، «نورت» ايضاً. اي ان الكهرباء انقطعت بمجرد دخولنا لمحل الخلوي الذي كان لا يزال فاتحاً ابوابه في هذه الساعة. الشابان في الداخل على مستوى من العلم كما بدوا لنا. نسأل حسام البقاعي، رأيه بما يحصل في بلبلة المحكمة الدولية، فيجيب بقرف مهذب «ما حضرت. ما تابعت»، لكنه برغم ذلك يسال: «هلق بدي أسألك سؤال: إذا حكى الكبار مع بعضهم والزغار ما عم يردوا؟ لشو؟» ويشرح: «واحد رئيس 8 آذار، وواحد رئيس 14(الأسد وعبد الله) يا ترى نصر الله رح ينفذ اللي قاله بشار؟». لا يتأخر الجواب: «لأ. فمصلحته لا تقضي بذلك! سوريا تصحح علاقتها بالسعودية، وهناك خلاف بين سوريا وإيران. فرنسا ارسلت للسوريين مندوباً وزبطت العلاقات معهم. ومبينة ان سوريا ستتسلّم أكثر من قبل. فهي سلّفت السعودية حين هدّأت اللعب بين الحوثيين والسعودية».

الرؤساء أوجدوا شرخاً بين اللبنانيين من الصعب ردمه

سوريا ستتسلّم أكثر من قبل بعدما سلّفت السعودية الحوثيين

والمحكمة الدولية؟ «كله كذب. أحمد فتفت مع مين؟ مع سعد. لما كان يحكي عن بشار، كان يقول ان له علاقة (باغتيال الحريري). لو بيعرف سعد ان بشار له علاقة كان راح لعنده؟ برأيي لأ. هلق الاتهامات لحسن نصر الله. خلص الشعب قرف من كل الكذب، من كل النواب. نحن في بحنين مسميّين على سعد الحريري. روحي شوفي نسبة السرطان اللي طالعة طلوع من ورا مدخنة معمل دير عمار (لإنتاج الطاقة) روحي شوفي الحملان الضعيف لشجر الليمون تحت خطوط التوتر العالي. حبة الليمون انجق هالقد (يكوِّر ثلاثة أصابع تدليلاً على صغرها). يا ترى سعد الحريري مهتم لنا؟ ماتوا الشباب كرمال سعد (7 أيار) تاني يوم كانوا (الزعماء) عم يتعشّوا سوا». ثم يبلغ انفعاله مداه فيقول: «فلتسمح الحكومة وليوم واحد بالهجرة. ما بيضلّ حدا من عمر 30 ونزول بلبنان». ثم يقول رجل ثان كان واقفاً: «المحكمة مسيّسة قدّ ما بدِّك، كرمال يتركوا لبنان مزعزع. إنو قد ما فيكن قتّلوا بعضكن، وهيك عم يصير».
ولكن من هو صاحب المصلحة بترك لبنان «مزعزع». يجيب فوراً: «إيران وأميركا واسرائيل». ثم يردف: «ما حرام لبنان؟ أحلى جيش وأحلى مطار. كانت أميركا تستحلي تجي لعنا. هيك يصير فينا؟ لا والله انا اليوم ما بفتخر إني لبناني. في دعاية عالتلفزيون كان يطلع فيها واحد يقول أنا أميركي، (وآخر) انا فرنساوي، ولما توصل عاللبنانية بيقولوا: انا سني، أنا مسيحي، أنا شيعي.. لا والله ما بفتخر».
يعود الأول إلى الكلام: «الرؤساء عملوا شرخ بين اللبنانيين ما بينوصل. يمكن من عقلي (لو ترك وحده) لو التقيت شيعياً لاتفقت معه، بس ما بيخلونا».


مؤشرات إضافية

عتمة دامسة على الطريق الى حلبا، غداة عيد الجيش في الأول من آب، بدت اللافتات المرفوعة على طول الطريق مؤشراً إضافياً إلى تحولات المزاج الشعبي هنا. يقول مضيفنا العكاري ان هذه اللافتات التي ترحب كلها بالجيش بمناسبة عيده، كانت منذ سنتين ترحب بالمناسبة نفسها بقوى الأمن الداخلي! امام مدخل مخيم نهر البارد، لم يجد الجيش مكاناً افضل ليرفع نصباً لشهدائه في معركة «مخيم البارد». اما معركة تموز التي سقط فيها للجيش شهداء في مركز الاستخبارات القريب؟ فلا نصب لهم. «الحقيقة» تضرب من جديد.
بالقرب من المكان الذي حصلت فيه مجزرة حلبا، يجلس شاب وصديقه في العتمة، امام محل للصوتيات، مستأنسين بحركة السيارات الليلية. يبدو حاسماً في إجابته «حقيقة ما في. كم رجل سياسي قتل عندنا؟ لا أحط بذمتي، ولكن أليس القاتل لبنانياً؟ أكيد لبناني، ولكنه أداة للخارج». نسأله ومن له مصلحة بتوتر البلد؟ نظن ان الجواب بديهي، لكنه يرد: «حسن نصر الله، بدو يعمل البلد شيعة»! مضيفاً: «بدو يعملها إيران خاصة إذا اجتمعت إيران مع سوريا لأن العلويين ضد السنة!». لكن، ألم ينس اسرائيل؟ يجيب فوراً: «والله لو بشوفها لنتفها تنتيف باسناني. حدا بيجي مع اسرائيل ضد نصر الله؟».
في العتمة الدامسة، نتوقف على الأوتوستراد بجانب مجموعة من الشبان كانوا يسندون حائطاً الى جانب الطريق. لا تفهم لماذا يقفون هناك فلا شيء مميزاً في الحائط: ليس أسفل مبنى، وليس زاوية وليس حتى تحت عمود الكهرباء. نسألهم اسئلتنا، فيأخذون بالضحك، خجلين بعض الشيء، وعدوانيين ايضاً بعض الشيء. لا تتأخر عن فهم ان الشباب «محبحبة شوية». نسألهم ونحن نهمّ بركوب السيارة «حدا بدو فيزا يا شباب؟». وإذا بهم يتجهون جميعا إلينا، متسائلين «بأدّيش؟» فيما كان أحدهم يقول بسخرية: «شفتوا كيف جابتنا كلنا لعندها بكلمة؟».