رضوان مرتضىفوجئ المارّة بسقوط طفلة على الأرض من إحدى الشرفات. فسارع بعضهم إلى الاتصال بالإسعاف، فيما ارتأى البعض الآخر إبلاغ الشرطة. ورد الاتصال إلى غرفة عمليات بيروت، التي أبلغت بدورها فصيلة المصيطبة بالحادثة. نُقلت الطفلة في حالة الخطر الشديد إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، لكنها ما لبثت أن فارقت الحياة.
حضر عناصر من الفصيلة إلى مكان الحادث لبدء التحقيق، والوقوف على ملابساته، فتبيّن أن الوالدة لينا ج. (مواليد 1983) رمت طفلتها نور قدوح (سنتان) من شرفة مطبخ منزل العائلة، الكائن في الطبقة الرابعة من بناية عبد الله أيوب في محلة المصيطبة قرب محلات «كلاس». أوقف عناصر قوى الأمن الوالدة تمهيداً لاستجوابها، بعد نقلها الى مركز الفصيلة الكائن في ثكنة الحلو. داخل الفصيلة، استجوب رتيب التحقيق الوالدة الموقوفة، لكنها لم تُدلِ بأكثر من خمس كلمات، لأنها كانت تحت تأثير الصدمة. لم يفهم رتيب التحقيق السبب الذي دفعها إلى القيام بفعلتها، لكنه لاحظ عدم الاتزان في سلوكها، فظنّ أنه قد يكون بسبب الجريمة التي حصلت. طلب الرتيب طبيباً شرعياً ليكشف عليها للوقوف على حالتها النفسية. حضر الطبيب الشرعي عدنان دياب إلى مركز الفصيلة لإجراء الكشف على الوالدة، فتأكّدت شكوك المحقّق، لكن الصدمة لم تكن وليدة اللحظة، إذ إنها ملازمة لها منذ شهور. وقد

رمت طفلتها من شرفة المنزل الكائن في الطبقة الرابعة
تبيّن للطبيب الشرعي أنّ المرأة تعاني أمراضاً عصبية متقدّمة لدرجة الجنون. ختم المحقّق التحقيق الأوّلي مع الوالدة الموقوفة وأحالها على النيابة العامّة ليستكمل قاضي التحقيق المناوب بلال الضنّاوي التحقيق معها. انتهى التحقيق مع لينا ليبدأ البحث عن الظروف التي دفعتها الى الإقدام على فعلتها، فضلاً عن ورود العديد من التساؤلات عن صحّة جنونها، وإن صحّ ذلك، فما هو إمكان زواج رجل عاقل بامرأة مجنونة. في هذا السياق، يذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أنّ الموقوفة لينا والدة لفتاتين، وقد حاولت الانتحار أكثر من مرّة. ويشير المسؤول المذكور إلى أنّ لينا حاولت أن ترمي ابنتها الكبرى البالغة ستّ سنوات بعدما قررت أن تقتل ابنتيها وتنتحر، لكنّ أحد أفراد العائلة تمكّن من منعها من ذلك. كذلك يشير أحد معارف هذه العائلة أنّ لينا كانت مسافرة في ألمانيا برفقة زوجها الموجود حالياً هناك. وعن سبب جنونها، يذكر أنها أُصيبت بصدمة نفسية منذ نحو سنتين دفعت زوجها الى الحجر عليها. ويلفت الشخص الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن لينا كانت تزور شقيق زوجها حيث توجد ابنتاها أثناء حصول الجريمة.