حسين فران حانات الحمرا «ولعانة» هذا الصيف. هل هذا بسبب الطقس؟ الموسم السياحي المزدهر؟ الهروب من ضجيج الجمّيزة؟ لا، ليس أيّاً من ذلك، كل ما في الأمر أن تلك المنطقة شهدت أخيراً تسجيل رقم قياسي في افتتاح حانات جديدة، وصل عددها إلى أكثر من خمسين حانة. ولا يزال في ازدياد، و«الخير لقدّام».
اللافت أن أصحاب الحانات الجديدة هم من فئة الشباب: «اليوم كل واحد معه قرشين بيفتح pub»، هكذا يعتقد أحدهم. الفكرة أصبحت رائجة، وكل شاب يتمنّى أن يفتتح حانةً تدرّ عليه الربح السريع، حتّى ولو كان لا يملك أدنى خبرة في هذا المجال. يكفي أن يستغل «شطارته» في استقطاب أصدقائه، وجذب رواد الحمرا التقليديين. بناء على هذه المعطيات، نحن أمام «ثورة حانات». أصبح الناس يتوزّعون على جميع هذه الأماكن حيث تحتدم المنافسة، إذ «يتفنّن» أصحاب هذه الحانات في ابتكار أفكار جديدة أو «استعارة» أفكار قديمة، قد تكون غير معروفة في الحمرا مثلاً. بعضهم يرى أن الحانة الجديدة قادرة على أخذ مكان القديمة، رغم اعترافه بأن تلك الأخيرة قد أصبحت من مكوّنات المكان وذاكرته. ففيما مضى، كان الزبائن يتوزّعون على 5 أو 6 أماكن، أما اليوم، فبات يتناتشهم أكثر من 50 مكاناً.
تتعدّد الأسئلة: هل ستبقى هذه الأماكن جميعها مع مرور الوقت؟ أم ستسقط مع ملل الزبائن؟ هل نوع الـ«BUSINESS» هذا متين ويمكن الاعتماد عليه، وخاصة من فئة الشباب؟ الإجابة صعبة، في ضوء الحروب المتوقعة بين المتنافسين!