طالب رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العقيد عادل مشموشي، وضع استراتيجية وطنية موحدة لمكافحة الإدمان، عبر إنشاء المجلس الوطني لمكافحة المخدرات الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء، ويتألف من عدد من الوزارات. وأمل مشموشي في مقابلة أجراها أمس مع الوكالة الوطنية للإعلام «تطوير هيكلية مكافحة المخدرات لكي تصبح متناغمة مع ما هو ملحوظ في قانون المخدرات، وأن يُصار إلى إنشاء مكاتب فرعية أو نقاط مراقبة لمكتب مكافحة المخدرات على جميع منافذ العبور الجوية، البحرية والبرية». وتحدث عن ضرورة تشديد المراقبة على الحدود البرية والشواطئ البحرية.
لا مؤسسة رسمية لعلاج المدمنين ومؤسسات المجتمع المدني لا تفي بالغرض
ولفت مشموشي إلى عدم وجود مؤسسة رسمية لعلاج المدمنين ورعايتهم، «مع احترامي لكل مؤسسات المجتمع المدني، فهي لا تفي بالغرض، وبعضها لا يتمتع بالمؤهلات الكافية. والمطلوب وضع معايير موضوعية لتقويم أي مؤسسة أو جمعية تطلب الترخيص لمزاولة هذا النشاط». ولدى سؤاله عن العقبات التي تواجه مكتب مكافحة المخدرات، أجاب مشموشي «لا يمكن الحديث عن سبب واحد يحد من إمكانات أجهزة مكافحة المخدرات عامة، فالعقبات متداخلة، والإمكانات البشرية واللوجستية الموضوعة لمكافحة هذه الآفة غير متناسبة مع حجم الظاهرة في لبنان. ومن أجل الحد من عرض المخدرات، يجب أولاً أن نمنع إنتاجها، أي زراعتها وتصنيعها». كم هو عدد متعاطي المخدرات في لبنان؟ أجاب مشموشي «نحن نقيس الظاهرة نسبة إلى عدد الموقوفين، وقد وصل إلى ما يقارب ثلاثة آلاف موقوف بين مدمن وتاجر، ولكن حتى التجار أو المروجون غالباً ما يتعاطون المخدرات، ونادراً ما نجد تاجراً لا يتعاطى. وبالحديث عن عدد المتعاطين يمكن مضاعفة هذا الرقم إلى خمسة أو ستة أضعاف، وربما أكثر». وعن المستويات العمرية «المتعاطون دون الـ18 سنة نسبتهم دون الـ5 في المئة، والفئات ما بين 18 و25 سنة أكثر من 30 في المئة، وهناك ما بين 25 و35 سنة، وما فوق 35 سنة». يتابع مشموشي «اليوم زراعة الهيرويين أصبحت في مرحلة انقراض، بحيث زرعت كميات قليلة جداً لم تتجاوز مساحتها 40 دونماً. ووصلت مساحة الأراضي المزروعة حشيشة إلى حوالى عشرة آلاف وخمسمئة دونم أتلفناها إلى الآن. لا يمكن أن تعتبر أن هناك صناعة مخدرات في لبنان. ربما في الماضي كانوا يصنعون الهيرويين، واليوم أصبحت هذه الصناعة شبه منقرضة، وتقتصر العملية على التحويل من بودرة إلى باز». أمّا الحبوب المخدّرة فتُستورد من الخارج لأنّ تصنيعها يستوجب خبرة.
(الاخبار، وطنية)