محمّد محسنخبر أول: «التعيينات في بلديّة بيروت، ستحصل بعد الانتهاء من عرض الجزء الأخير من مسلسل باب الحارة». خبر آخر: «التعيينات الإدارية في بلدية بيروت على نار حامية، والدفاع المدني يتدخل لإخماد الحرائق». هذا بعض ما كتبه الناجحون في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لملء الوظائف الشاغرة في ملاك بلدية بيروت، في مجموعتهم على موقع الفايسبوك. الأخبار المكتوبة ليست صحيحة طبعاً، لكن طابع السخرية فيها، يعكس صعوبة الحال التي يعيشها الناجحون. فهم يتأمّلون منذ أكثر من عام، أن تصحّ وعود تطلقها أكثر من جهة معنيّة بملفهم، لكنّهم بقوا ناجحين مع وقف التنفيذ، بسبب غياب التوازن الطائفي.
منذ فترة قريبة، عولج «مرض» التوازن في مجلس الوزراء. صاغ محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش العقود التي سيدخُل بموجبها عدد من الموظفين المسيحيين، لتعديل التوازن الطائفي. لكن مشكلةً جديدة حصلت. إذ حال عدم توظيف 3 ملاحقين صحيّين دون تعيين أكثر من 120 ناجحاً. لكن المشكلة سرعان ما حلّت، قبل أن تطرأ مشكلة جديدة. أين حصّة الطائفة الدرزية من التعيينات؟ الإحباط ذاته يتكرّر. فمسألة التعاقد الطارئ، ستستلزم الإجراءات الروتينية عينها التي استغرقتها عملية التعاقد مع موظفين مسيحيين. تبدأ بطلب يُعدّه المحافظ، ويناقشه وزير الداخلية في مجلس الوزراء، ولا تنتهي عند مقابلات تجري مع كل مرشح للتعاقد. هذا في كفّة، ومهلة تعيين الناجحين التي تنتهي في شباط المقبل في كفّة أخرى. لكن يبدو أن الرحلة لن تطول إلى شباط المقبل، ولا حتى إلى انتهاء شهر رمضان. فبحسب ما صرّح لـ«الأخبار» المعنيون الثلاثة مباشرةً بملف الناجحين، فإن توظيفهم بات قريباً جداً. يؤكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود أن «ملف الناجحين انتهى وهو مسألة أيام معدودة فقط. هذا حقهم ويجب أن يحصلوا عليه». ويؤكد أن مسألة تعيين موظفين من الطائفة الدرزية لا ترتبط بملف الناجحين في مجلس الخدمة «كان هناك مشكلة وعالجناها عبر التعاقد في مجلس الوزراء، هل نوظّف الجمهورية كلّها قبل تعيينهم؟ ستتابع كل الأمور، لكن الناجحين والمتعاقدين سيبدأون عملهم في الأيام المقبلة، رئيس الحكومة بذل مجهوداً لتسوية الأمور والوضع يسير بالاتجاه الصحيح» يقول بارود. أمّا محافظ بيروت بالتكليف ناصيف قالوش فيكتفي بالتأكيد على أن «جزءاً كبيراً جداً من العقبات تم تجاوزه والباقي قليل جداً». من جانبه يتجنّب رئيس بلدية بيروت الالتزام بموعد محدد لتوظيفهم، لكنّه يؤكد «هي مسألة أسابيع، وإذا لم يأخذ الناجحون حقهم، فسأستقيل من منصبي».