صور ــ آمال خليلمن المقرّر أن يشهد اليوم لقاءً بين عائلة ضحية قضت صدماً بفعل أحد موظفي اليونيفيل وشركة التأمين للتفاوض بشأن التعويض المادي اللازم. الفلسطيني أحمد علي العلي (50 عاماً) من سكان مخيّم البرج الشمالي، توفي ليل الجمعة الماضي في منطقة الاسكندرونة بين بلدتي الناقورة والمنصوري، وذلك بعدما صدمته سيارة يقودها أحد الموظفين المدنيين العاملين في المقر العام لقيادة اليونيفيل في الناقورة. الموظف رودولفو ك. يحمل الجنسية الغواتيمالية، وقد كان عائداً من مقر عمله الى مقر إقامته في صور في إحدى سيارات اليونيفيل المدنية. وفقاً لما ورد في إفادته أمام القوى الأمنية اللبنانية، فإن الحادث وقع «بينما كان الضحية يقطع الشارع المظلم، فلم يره»، علماً بأن العلي كان أجيراً في بساتين الموز في المنطقة، وكان عند وقوع الحادث يقوم بتوزيع شبكة الري في ما بينها.
من جهة ثانية، اعترف رودولفو ك. بأنه ترك الضحية، ولم يحاول إنقاذه. بعد مرور ساعات على الحادث أبلغ رودولفو مرؤوسيه، فسارعوا الى مكان الحادث، وجرى البحث عن الجثة التي لم يُعثر عليها حتى الساعة الواحدة من ظهر يوم السبت في بستان الموز الواقع عند منحدر تحت الطريق. اثر إبلاغ القوى الامنية، فتح محضر بالحادث وعوينت جثة العلي فتبيّن أنه قضى متأثراً بإصابتين الأولى تلقاها في رأسه والثانية في قدميه. علي ابن الضحية رفع دعوى قضائية أمام النيابة العامة الاستئنافية في صيدا، متخذاً صفة الادعاء الشخصي ضد رودولفو ك. متهماً إياه بـ«القتل العمد» لأنه تركه ينزف وقضى بذلك على إمكان إنقاذ حياته. وتطالب العائلة بمقاضاته والتعويض عن الضرر الذي سبّبته الحادثة. وبشأن «الحل الحبّي» للقضية بين طرفي النزاع، من المقرر أن تعقد اليوم جلسة بين عائلة العلي وشركة التأمين التي تتعاقد معها قيادة اليونيفيل لتأمين سياراتها المدنية. وينتظر أن تتوصل المفاوضات الى إقرار تعويض مادي تبادر العائلة بموجبه الى إسقاط حقها الشخصي. اللافت أن المتهم لا يزال «محجوزاً» داخل أسوار المقر العام في الناقورة لدى قيادة اليونيفيل. وعليه، فإن ذاك الحجز هو بمثابة حماية له في مواجهة طلب تسليمه للقوى الأمنية واحتجازه في نظارة مخفر علماً الشعب الذي تتبع المنطقة لإدارته الامنية أو ينقل الى النيابة العامة الاستئنافية في قصر العدل في صيدا للمثول أمام النائب العام. قال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن المعطيات تشير الى «استمهال تسليم الموظف في ظل العمل على حل القضية حبياً».