عمر نشّابةقابلت «الأخبار» دانيال بلمار، المدّعي العام الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يوم الأربعاء 11 شباط 2009، في مكتبه في المونتيفردي. (http://www.al-akhbar.com/ar/node/117875) (الحديث مسجّل)
«الأخبار»: لقد خالف ميليس (رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة عام 2005) القانون اللبناني عبر نشره معلومات عن التحقيقات، وضمنها إفادات تقدّم بها بعض الأشخاص الذين أُعلنت أسماؤهم من دون وجود أي برنامج لحماية الشهود، وأحد هؤلاء (النائب والزميل جبران تويني) اغتيل بعد نشر إفادته. ألا تعتقد أن ذلك يُخرج التحقيقات عن مهنيّتها وقانونيتها؟
بلمار: «يجب أن تعلم أنني قررت اعتماد دبلوماسية عدم التعليق على عمل سلفَيّ في رئاسة اللجنة، وسأعلّق فقط على عملي. وكما تعلمون، أنا نشرت تقريرين. وقبل صدور كل واحد منهما، كان هناك كمية هائلة من الفرضيات الخاطئة التي تحدّثت عن أن التقرير سيتضمّن أسماء مشتبه فيهم، وخاصة قبل التقرير الأخير. وهناك بعض الأشخاص الذين كانوا ينسبون إليّ كلاماً حرفياً، وكان هذا في منتهى الغرابة بالنسبة إليّ. كان هؤلاء ينقلون كلاماً من تقرير غير موجود. التقرير كان في رأسي، ولم يكن مكتوباً، لكنني قرأت في إحدى الصحف كلاماً منسوباً إلى التقرير وموضوعاً بين مزدوجين. وكنت أشك في ما إذا كانت أذناي تسرّبان معلومات من عقلي! هذا أمر فظيع. وما زلت مدهوشاً بما أسمّيه «الحرية التي يعتمدها هؤلاء الأشخاص للتعبير عن الحقيقة». ويجب التوضيح أنني منذ البداية وضعت معياراً يقضي بأن تكون الأسماء الوحيدة التي ستخرج إلى العلن هي تلك التي سترد في القرار الاتهامي، عندما أشعر بأن هناك أدلة كافية للادّعاء فوق أي شكوك. لذا، لم ترد أي أسماء في التقريرين اللذين أصدرتهما. وفي شهر تشرين الثاني الماضي كانت هناك تسريبات أنني سأنشر نحو 230 اسماً، وطلبت يومها من راضية (عاشوري، المتحدثة باسم لجنة التحقيق الدولية) أن تنفي ذلك نفياً قاطعاً في وسائل الإعلام، لأنك عندما تفعل ذلك تكون قد وضعت حياة الناس في خطر. وأنا أعرف أن نشر كلام مفاده أن رئيس اللجنة سينشر في تقريره المقبل أسماء أكثر من 200 شخص يعدّ أمراً غير مسؤول ويضع حياة أناس في خطر».
يبدو أن بلمار نسي ما قاله لـ«الأخبار» فلم يطلب من المتحدثة الرسمية باسمه «أن تنفي نفياً قاطعاً في وسائل الإعلام» ما أوردته «دير شبيغل» من تسريبات عن فريق التحقيق التابع لبلمار عن اتهام حزب الله باغتيال الحريري. ألا يعتقد بلمار أن هذه التسريبات «قد وضعت حياة الناس في خطر» أكثر من تسريب أنه سينشر «نحو 230 اسماً»؟ ألا يعتقد بلمار أن نشر كلام عن اتهام حزب يضمّ آلاف اللبنانيين «يعدّ أمراً غير مسؤول ويضع حياة أناس في خطر»؟
لا يجيب الرجل عن كلّ هذه الأسئلة ويفضّل على ما يبدو اعتماد ازدواجية في المعايير عبر قوله إنه لن يعلّق على ما ورد في «دير شبيغل». وبينما يدّعي البعض أن لا إشارة رسمية إلى اتهام بلمار لحزب الله، فلا شكّ في أن مجرّد رفضه التعليق على ما ورد في المجلّة الألمانية، خلافاً لتعليقه على ما ورد في صحيفة لبنانية، يشير بوضوح إلى حقيقة اتهامه لحزب الله. وليقل غير ذلك.
«الأخبار»: تحدّث محضر تحقيق رسمي عن دخول ضابط إسرائيلي من الحدود الجنوبية وزرعه عبوة وتجواله في لبنان وخروجه من البحر، وأوردت التحقيقات معلومات عن نقل متفجرات. جرى ذلك عام 2006. فماذا فعلتم؟
بلمار: «لن نترك حجراً دون البحث عمّا هو تحته».
هل زار المحقّقون إسرائيل كما زاروا سوريا وغيرها من الدول العربية؟ أليس في تل أبيب حجارة؟