رنا حايك«أبو حاتم» و«معتز» شخصيتان جذابتان لـ«حامي الحما»، لما تختزلانه من تراث شهامة وكرامة يعيش العصب العربي ــــ وإن ارتخى أخيراً ــــ على ذكراه. وربما أن ذلك هو بالضبط ما يزيد من جاذبية الشخصية: النوستالجيا المرتبطة بأسطوريتها وبيقين أنها قد انقرضت، هذا إن كانت قد وجدت يوماً. في مسلسل باب الحارة بنسخته الأصلية (بما أنه قد استنسخ عنه عشرات المسلسلات المضمونة التسويق والربح) رجال أشدّاء وأبطال يواجهون المستعمر ببسالة سوريا ــــ ليّة. فمهما بلغت البطولة، من المستبعد أن يهدد «القبضاي» رئيس المخفر التابع لسلطة الانتداب بمسدس حتى يجبره على إخلاء سبيل متهم، وإلا لكان الفلسطينيون قد دحروا الاحتلال عن بلادهم منذ زمن ولم تكن الناشطة الأميركية لتموت سحقاً تحت دبابة. وفي المسلسل جوّ ذكوري لا يستفزّ، على ما يبدو، آلاف المتسمّرات أمام الشاشة عبر العالم العربي يعتصرهن الحنين لأيام «تاج راسي» بينما يتململن إذا طلب الحبيب «الرجعي» منهن «أرجوكِ إنك تحتشمي». لذلك، لا يعود مفاجئاً أن تحظى شخصية النمس، الظريف و«الكشتبنجي» وأبو كامل الخبيث المتواطئ، وأبو بدر الذي تزجره زوجته عشرات المرات في اليوم، بشعبية هائلة في أواسط المشاهدين، لا لشيء سوى لأنها... واقعية.