طرابلس ـ إيلي حنالم يطلق قبطان سفينة مريم صفارة الانطلاق إلى غزة، كما كان منتظراً مساء أمس، بل استعاضت اللجنة المنظمة عن ذلك بمؤتمر صحافي لإعلان «تأجيل الرحلة إلى موعد غير محدد، في انتظار حصولها على إذن بالرسو في أحد موانئ المنطقة».
بجوار «مريم» التي طال حصارها في مرفأ طرابلس، عقدت اللجنة مؤتمرها لتوضيح أسباب عدم إبحارها في الموعد الذي حددته سابقاً والخطوات المنويّ اتخاذها بعد رفض السلطات القبرصية استقبال أيّ سفينة متجهة نحو الأراضي الفلسطينية.
هكذا، أعلنت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة، ريما فرح، أن «مريم مسيرة مستمرة»، مشيرة إلى «أننا لسنا رحلة فولكلورية أو سفينة افتراضية، كذلك لسنا أجندة لأحد». وقالت: «في المستقبل، سنقلّل من الكلام ونكثر من الأفعال».
بعد هذه الكلمة الموجزة، انتقد رئيس حركة فلسطين حرّة ومموّل السفينة ياسر قشلق الأنظمة العربية المكتوب على أبوابها «يرجى عدم الإزعاج» وجدوى المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية. وأعلن قشلق ساخراً تأليف لجنة حق العودة لليهود المقيمين في فلسطين إلى أراضيهم «كليبرمان الروسي وجلعاد شاليط الفرنسي».
أعلن المنظمون إطلاق «مؤسسة مريم» للخدمات الاجتماعية
وأشار الرجل إلى أنّ الاتصالات التي جرت مع السلطات اليونانية أصبحت في مرحلة متقدمة لاستقبال سفينتي مريم ومن بعدها ناجي العلي، متمنياً ألّا ترضخ للضغوط كما حصل مع جارتها قبرص التي أجهضت عملية الإبحار برفضها استقبال سفن كسر الحصار في مرافئها. وأعلن أنّه إذا لم تستقبلهم أي دولة قبل يوم الجمعة المقبل، فإنّهم سيبحرون إلى شواطئ غزة، مستنداً إلى قرار الأمم المتحدة 194، «الذي يكفل لنا العودة إلى أرضنا».
وبعد شكر إدارة مرفأ طرابلس والوزير غازي العريضي على تعاونهما وتضامنهما، أكدت منسقة اللجنة المنظمة، سمر الحاج «أنّنا نتحيّن الفرصة للإبحار، وهذا وعد قاطع بعودة مريم إلى أرضها وترابها»، معلنة إطلاق «مؤسسة مريم للخدمات الاجتماعية» لتعمل في كل نقطة في العالم حيث يحتاج طفل إلى المساعدة لتصبح «مريم»، بحسب الحاج، مشروعاً دائماً ومتكاملاً، وليس آنياً ينتهي مع إبحار سفينة مساعدات إنسانية.
وقد طغى على المؤتمر الحضور الإعلامي الكثيف، بينما انحصر التمثيل السياسي بسفيرة فنزويلا في لبنان سعاد كرم وعضو بلدية طرابلس فضيلة فتّال ومسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في الشمال، أركان بدر الذي جاء «لشكر القيّمين والمشاركين في سفينة مريم لكسر الحصار ولتقدير الموقف الرسمي والشعبي اللبناني تجاه حصار غزة».