رنا حايكفي منطقة ما من الرملة البيضا، تتكفّل التضاريس الجغرافية بترسيم الحدود الطبقية الفاصلة بين نوعين من شباب لبنان، بينما تعجز عن تحديد صفة جذرية لكل منهما. في المسبح الفخم، يتمدّد الشباب «الكوول» بنظّارات «راي بان» غالية وسمّاعات الـ «i-pod» الموصولة بآذانهم، أو يجتمعون حول طاولة تضمّ أشهى أنواع المأكولات وأغلاها، يتحرّكون ويتصرّفون ويتحادثون بخفر تمليه قواعد الـ «etiquette» وضرورات المحافظة على «البرستيج». خفر يضفي سكوناً محبّباً على المكان لكنه ينزع عنه، في وقت الظهيرة اللاذع، شبهة الحياة. في المقلب الآخر، على الضفة الأخرى من مياه البحر التي تملأ الفراغ بين المسبح الخاص وشاطئ الأوزاعي، حيث تكتظ المباني العشوائية، يعيش الـ «سان بلاش» حالة صخب وحيوية «بعيدة المدى». شباب في زورق يتلصّصون على «مايوهات» الصبايا البعيدات المنال في المسابح الفخمة، آخرون يلعبون الكرة الطائرة على الرمال، وخمسة منهم يلهون بحياتهم بين الصخور والموج المرتطم بها، ويصدح صوت أحدهم بأجمل المواويل الشعبية. جرعة مكثّفة من الحياة تنبعث من ذلك الشاطئ. بعض الزبالة تنبعث من هناك أيضاً. في المقابل، يوفّر المسبح الفخم استرخاءً مضموناً، لكنه أيضاً ينضح بالاغتراب والتكلّف