محمد نزالخرجت انتصار د. من منزلها في منطقة بشامون، أول من أمس، بقصد شراء مكيف تبريد من منطقة بيروت. كان يوماً حاراً، «فالطقس ما عاد يحتمل، والمروحة ما عادت تجدي نفعاً». لكن انتصار لم تكن تعلم أنها ستعود إلى المنزل بلا مكيف، بل بلا المحفظة التي كانت تحوي المبلغ الذي سوف تشتري به الجهاز.
وصلت إلى محيط منطقة السفارة الكويتية، وفجأة انقض على سيارتها شاب في مقتبل العمر، وفتح الباب لنشل محفظتها التي كانت موضوعة إلى جنبها. هال السيدة ما حصل، فشعرت بالصدمة، ولذلك لم تصرخ بداية، لكنها عادت وقادت سيارتها بالاتجاه الذي ذهب فيه الشاب، الذي فرّ مسرعاً مع رفيق له على دراجة نارية صغيرة، باتجاه منطقة بئر حسن.
لم تستطع اللحاق به، فتوقفت وسألت بعض أهل المنطقة هناك عن شابين على دراجة، فقال له أحدهم إنه رآهما بالفعل، وأنه يعرف أحدهما. بحثت عن هاتفها الخلوي لتتصل ببعض أقاربها وتخبرهم بما حصل معها، لكنها تذكرت أن هاتفها كان في المحفظة التي سُرقت. استعارت هاتف صاحب أحد المحال في المنطقة التي وقفت فيها، واتصلت على رقمها. فتح سارق المحفظة الخط، قائلاً: «ألو، مين معي»، وكأنه هو صاحب الخط، على حد قول انتصار. قالت له: «المحفظة تحتوي على 600 ألف ليرة لبنانية، خذها أنت، ولكن ضع لي بقية الأوراق والهويّات الموجودة في المحفظة في مكان محدد، وأخبرني عنه حتى أذهب وآخذها». لم يرق هذا الأمر للشاب «الذي كان يبدو عليه متعاطياً المخدرات»، كما قالت صاحبة المحفظة، فتلفظ بكلمات بذيئة أشار فيها إلى أنه «حربوق، ولا يمكن أن تمر عليه هذه الحركات»، أقفل الخط. اتصلت انتصار بالسارق على رقم هاتفها أكثر من مرة خلال النهار، وكان يرد عليها في كل مرة، كما تحدث معه شخص من معارفها، وعرض عليه مبلغ 100 دولار إضافي، مقابل أن يعيد المحفظة وما فيها من أوراق مهمة، لكن هذا أيضاً لم ينفع. وفي نهاية المطاف قال لها إنه رمى المحفظة في منطقة خلدة، قرب أحد المسابح الشهيرة هناك. ذهب زوجها إلى المنطقة التي حددها الفتى، لكنه لم يجد شيئاًَ، فيما كانت انتصار في هذا الوقت داخل أحد المخافر تتقدم بشكوى رسمية، ضد مجهولين، بشأن ما حصل معها.