البقاع ــ رامح حميّةشيّعت بلدة طاريا يوم أمس الحاجة زينب حميّة (73 عاماً) التي توفيت متأثرة بجراح إثر تعرضها لهجوم من كلب مسعور. فحين كان الحر على أشده، وأثناء نوم حمية أمام منزلها في سهل بلدة طاريا، فوجئت بكلب يهاجمها ويعضّها في وجهها ويصيبها بجروح بالغة، وقد سمع أولادها صوت استغاثتها وتمكنوا من إنقاذها، فيما فر الكلب. نقلت حمية إلى «مستشفى رياق العام»، حيث عولجت بتقطيب وجهها وحقنها بأبر خاصة بداء الكلب، طلبت لها من وزارة الصحة. لكن بعد 6 أيام على خروجها من المستشفى اشتكت من صداع شديد ومستمر وحال قيء متكررة، وفي اليوم 13 لاحظ أبناؤها عصبية مستجدة وقدرة جسدية تميل الى العنف، فنقلوها إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت، لكنها ما لبثت أن توفيت بعد ساعتين نتيجة جلطات دموية متلاحقة. وقد أوفدت وزارة الصحة العامة بعد حصول الوفاة، أطباء كشفوا على الضحية، وأكدوا أن سبب الوفاة جلطات دموية ناتجة من داء الكلب، وطلبوا من ابنتها التي كانت إلى جانبها باستمرار، أن تتناول لقاحاً خاصاً «سوف يتم تأمينه لاحقاً» لوقايتها من عدوى محتملة. ذوو الضحية أسفوا لتأخر وزارة الصحة في الاهتمام بالموضوع، حيث كان ممكناً تلافي الوفاة بإبلاغهم بوجوب مراقبة حالة الوالدة للتأكد من أنها لم تصب بداء الكلب. من جهة ثانية، تمكن بعض أبناء بلدة طاريا من العثور على الكلب المسعور، وهو يهاجم في اليوم الثاني للحادثة، جراء أحد الكلاب، فأطلقوا عليه النار وأردوه على الفور، وعملوا بعدها على دفنه مع الجراء التي تعرضت للعض جميعها في الوجه، بدءاً من العين نزولاً باتجاه أسفل الفك.
ويعدّ داء الكلب من الأمراض القاتلة، وتسببه الفيروسات التي تنتقل مباشرة إلى الجهاز العصبي المركزي للإنسان، وغالباً ما يصاب بها الأشخاص الذين يتعرضون لعضات الكلاب الشاردة والمسعورة، حيث يكون لعابها هو المصدر الرئيسي للفيروس. د. زهير برو من جمعية حماية المستهلك قال في اتصال مع «الأخبار» إن على بلدية طاريا أن تقوم بحملة للتخلص من الكلاب الشاردة بعد التأكد إثر الحادثة من أن بعضها مسعور. كما نصح من لديهم كلاب بربطها الى أن يتبيّن مدى انتشار العدوى التي تنتقل باللمس الجارح أو البصاق. كما قال إن على ابنتها أن تأخذ اللقاح فوراً لأن عدم ظهور عوارض عليها الآن لا يعني أن العدوى لم تنتقل إليها، وخاصة أنها كانت على احتكاك جسدي بالمريضة، معتبراً أن العدوى قد لا تظهر قبل 3 أسابيع.