البترون ــ فريد بو فرنسيسأوضح المكتب الإعلامي لوزارة البيئة، في بيان أصدره أمس، "أنّ التحقيقات في شأن قضية الأبقار النافقة في مياه البحر قبالة البترون وكفر عبيدا امتداداً إلى المدفون وكازينو لبنان وطرابلس أظهرت أن هناك 3 بواخر دخلت الى مرفأ بيروت في 16 و17 و20 آب الجاري. وكان على متن إحدى البواخر 16 رأساً نافقاً وعلى متن باخرة ثانية 13 وعلى متن الثالثة 3 رؤوس، وقد وقع القيّمون على هذه البواخر تعهداً في مرفأ بيروت برمي هذه الأبقار خارج المياه الاقليمية اللبنانية. إلا أنه بعد ظهور هذه الأبقار قبالة الشاطئ اللبناني وبنتيجة التنسيق بين وزارتي البيئة والعدل تحرك الادعاء العام في الشمال وأصدر مذكرات جلب بحق قبطان كل باخرة وطلب حجز البواخر، لكن تبين أن آخر باخرة غادرت المرفأ بتاريخ 21 آب أي قبل يومين من بدء ظهور الأبقار في البحر. وبناءً على ذلك اتُفق على أن يرسل وزير البيئة محمد رحال كتاباً خلال 24 ساعة إلى وزارة العدل للتنسيق مع إدارة مرفأ بيروت والاجهزة المعنية من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق البواخر المذكورة في حال عودتها إلى بيروت".
ميدانياً، عجّ الشاطئ البترونين، أمس، بـ«المنقذين»، حيث تحرّك عناصر الدفاع المدني لمتابعة أعمال انتشال ما بقي من الأبقار النافقة، التي كانت قد ظهرت للمرة الأولى على الشاطئ اللبناني من البترون إلى خليج جونيه أول من أمس. وقد انتُشلت كل الأبقار التي كانت تعوم فوق مياه الشاطئ في البترون.
يصرّ الأمين العام للمؤتمر الوطني الدائم للبيئة ربيع سالم على أنّ «الأمر لا يجوز السكوت عنه على الإطلاق». يضيف سالم إنّ الكارثة «لم تبدأ قبل يومين، ففرق الدفاع المدني رصدت منذ السبت الفائت ثلاث أبقار نافقة قبالة شاطئ البترون، ويوم الأحد رُصدت بقرة واحدة، والاثنين رُصدت أربع أبقار والثلاثاء رُصدت ثلاث أبقار». كل هذا يدل على «أنّ الشاطئ مقبل على كارثة بيئية كبيرة»، يؤكّد، مضيفاً «إنه في حالات كهذه يُمنع النزول إلى الشاطئ، لأنّ البكتيريا الناتجة من نفوق الحيوانات تعشّش في الرمال ولا تتحلّل بسهولة في الماء، وتسبّب ضرراً جسدياً كبيراً عند الناس وخصوصاً الأطفال».
وصباح أمس، «توسّعت أماكن ظهور تلك الأبقار النافقة، فقد شوهدت بقرة نافقة قبالة شاطئ بلدة كفركده الواقع جنوب جسر المدفون في قضاء جبيل، فسُحبت إلى الشاطئ، كما أن عدداً من الأبقار كان قد رُصد في جونية وسحبه الموج الى شاطئ البترون».
يؤكد سالم أنه «ليس مقبولاً أن تُفرغ أية باخرة حمولتها من الأبقار أو الماعز، من دون إحصاء عددها، وإذا كان هناك نقص في العدد فيجب البحث عن النواقص، لأنه قد تكون ماتت أو رُميت في البحر أو سقطت نتيجة الأمواج». لكن، ثمة ما هو أخطر في رأي سالم، «وهو أن تكون تلك البواخر قد أفرغت حمولتها من أوساخ الأبقار وأحشائها، وهو ما يعدّ الأسوأ أيضاً».
وكانت فرق الدفاع المدني قد عملت منذ مساء أول من أمس على سحب كل الأبقار النافقة على الشاطن الممتد من البترون وصولاً إلى جسر المدفون مروراً بكفرعبيدا وتحوم. ولا تزال العملية مستمرة إلى الآن، خوفاً من أن تكون الأبقار النافقة أكثر مما جرى سحبه إلى الآن.