لا تزال حوادث الموت تُخيّم على الطرقات. المسببات معروفة لكن أساليب المعالجة غير مجدية وقاصرة عن إيجاد الحل. فقد شهد أول من أمس 14 حادث سيّارة أُزهق فيها العديد من الأرواح فضلاً عن مجموعة إصابات

زينب زعيتر
14 حادث سير وتدهور شهدتها طرق المناطق اللبنانية كلها يوم الخميس في 26 من شهر آب، بحيث ارتفعت معها أعداد الضحايا والأضرار المادية، وسُجلت وفاة أربعة أشخاص. أسباب عدّة تؤدّي إلى الحوادث، منها عدم سلامة الطرق، غياب العدد الكافي لعناصر قوى الأمن وشرطة السير، غياب الرادارات والأضواء عن بعض الطرق، ويبقى السبب الأهم وهو السرعة القاتلة. ونظراً للسرعة الزائدة على طريق المطار، أوتوستراد حافظ الأسد، سببت سيارة من نوع «مرسيدس» مقتل سائقها والراكب بجانبه، إضافة إلى مقتل سيدة وجرح شخص. 3 قتلى كانت حصيلة حادث سير مروع حصل مساء الخميس، إضافة إلى جريح واحد وذلك على طريق المطار. علي طارق عثمان (20 عاماً)، سلمى أبو علوان، سامر نافع الحسن (37 عاماً)، وجُرح عز الدين ج. في التفاصيل، كما رواها لـ«الأخبار» مسؤول أمني أنّ سيارة «مرسيدس» اصطدمت بعمود للكهرباء وانشطرت نصفين، فارتطمت بها من الخلف سيارة من نوع «هوندا» تقودها سلمى أبو علوان، وسيارة ثانية من نوع «ب. أم» يقودها عز الدين ج. (23 عاماً). عملت سيارات الإسعاف على نقل الجثث إلى المستشفيات، وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد ذكرت أنّ إحدى الجثث الثلاث وُجدت مشوهة ومجهولة الهوية.
في منطقة مجدليا اصطدمت سيارة «مرسيدس»، بقيادة يحيى هـ. وبرفقته ولدا أخيه علي ووسيم، وسيارة «مرسيدس» بقيادة باسم ع. وسيارة ثالثة «ب.أم» بقيادة جاك م. نتج من الحادث إصابة كل من رشيد وولدي أخيه برضوض وجروح ونُقلوا إلى أحد المستشفيات للمعالجة. وبعد ساعات من الحادث توفي وسيم (20 عاماً) متأثراً بجراحه في المستشفى.
على بوليفار كميل شمعون حصل حادث اصطدام بين سيارة بقيادة محمد ش. ودراجّة نارية بقيادة ميشال غ. وبرفقته روني خ. نتج من الحادث إصابة الأخيرين بجروح ورضوض نُقلا على أثرها إلى مستشفى جبل لبنان حيث خضعا للمعالجة.
انقلبت شاحنة من نوع «مرسيدس» بقيادة هاني م. ما أدّى إلى انقطاع الطريق من بيروت باتجاه صيدا، ولم يُصب أحد بأذى. كما انزلقت سيارة من نوع «تويوتا» بقيادة المعاون المجنّد في قوى الأمن الداخلي محمد ك. أحد رتباء فوج التدخّل السريع، ما أدّى إلى إصابته بجروح ورضوض، ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث خضع للعلاج.
في جسر الباشا، اصطدمت سيارة «هوندا»، بقيادة جويس ع. بحافة الطريق وقاعدة عمود كهربائي، نتج من الحادث إصابة جويس بجروح ورضوض، ونُقلت على أثرها إلى مستشفى جبل لبنان.
اصطدمت سيارتان الأولى «مرسيدس»، بقيادة عبد اللطيف م. وبرفقته زوجته ليلى والثانية «جيب نيسان» بقيادة سامر ع. وبرفقته زوجته اميلي. نتج من الحادث إصابة اميلي وليلى بجروح ورضوض ونقلتا إلى المستشفى للمعالجة.

موضوع السلامة على الطرق يجب أن يكون من الأولويات على طاولة الحكومة والأجهزة المختصّة

«غياب الرقابة، والعدد القليل للرادارات التي لا تعمل في معظم أوقات الليل، والنقص الموجود في عديد قوى الأمن، وعدم التدريب الكافي لعناصر السير وشرطييه»، هي أهم الأسباب المؤدّية إلى حوادث السير التي عدّدها أمين سر تجمّع «اليازا» كامل إبراهيم. يكمل إبراهيم أوتوستراد حافظ الأسد «من بين الأوتوسترادات الجديدة التي تستوفي مواصفات السلامة والأمان، فليس فيها مطبات مثلاً، ولكنها تفتقر للرقابة على السرعة الزائدة، بحيث إنّ عدداً كبيراً من الأشخاص يجرّب السرعة في القيادة على أوتوستراد طريق المطار الواسع». يؤكّد إبراهيم ضرورة تدريب عديد من قوى الأمن يختصون بشرطة السير ويعرفون قوانين السير، «لا أن يتم إنزال بعض العناصر لفترة محدودة على الطرق، ومن ثم يعود الوضع إلى ما كان عليه»، يكمل إبراهيم «نسمع كل سنة من قوى الأمن الداخلي عن تجهيزات جديدة للطرق ستُؤمّن في كل المناطق اللبنانية، إضافة إلى تجهيز عناصر متخصصة لشرطة السير، ولكن من خلال مراقبة سريعة على الأرض لا يلمس المواطن اللبناني هذا التغيير». الأوضاع الأمنية والعمل على جعل الأمن مستتباً ومحاربة تسيّب حمل السلاح هي من أولويات الدولة، وهذا أمر منطقي ولكن ألا يُفترض أن تكون محاربة حوادث السير من أولويات الدولة أيضاً؟ بحسب إبراهيم «الحادث الأمني الأخير والخطير في منطقة برج أبي حيدر أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في وقت واحد، وكذلك حادث السير المروع على طريق المطار أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص». يتمنّى إبراهيم «أن يصبح موضوع الأمان والسلامة على الطرق من الأولويات على طاولة ملفات الحكومة والاجهزة
المختصّة».