محمد نزّالبعد غيابها عن منزلها مدّة 4 أيام، عادت سامية لتجد أن باب المنزل مخلوع. دخلت، فوجدت أنّ أدراج الخزانة مفتوحة أيضاً، وقد «سُرق» منها مبلغ 300 دولار أميركي، وعقدان وخاتم وحلق من الذهب. اتصلت بقوى الأمن، وأخبرتهم عن الأمر، فجاءت دورية، وأجرت الكشف اللازم. تبيّن أنّ آثار البصمات المرفوعة تتطابق مع بصمات إبهام كاتيا (اسم مستعار ـــــ 42 عاماً)، وأنّ هذه البصمات نفسها كانت قد رُفعت سابقاً من 28 مسرح جريمة سرقة، حصلت بين عامي 1998 و2005، وأنّ صاحبتها تحمل 3 هويّات مزوّرة تستخدمها في مناطق مختلفة.
أوقفت القوى الأمنية كاتيا، بعد نحو 10 أيام من الادّعاء، أثناء محاولتها العبور إلى الأراضي السورية، وبدأت معها التحقيقات من جانب المفرزة القضائية. أنكرت علاقتها بالسرقة المنسوبة إليها، مرجّحة أن يكون سبب العثور على آثار بصماتها هو «قرعها باب المنزل بحثاً عن عمل في مجال التنظيفات»، مضيفةً أنها حامل، وكانت تحاول الذهاب إلى سوريا بهدف «التسوّل». ورغم إصرارها على إنكار التهم المسندة إليها، أعادت إلى المدّعية خاتم «سوليتير» قدّر ثمنه بـ8000 دولار أميركي، وقالت إنها «عثرت عليه أمام باب المنزل»، كما عرضت على المدّعية إعطاءها مبلغ 700 دولار، وذلك كله في ظل إصرارها على إنكار قيامها بالسرقة.
تبيّن للمحكمة أنّ السجل العدلي لكاتيا يشير إلى وجود عدد من الأحكام القضائية بحقّها، صادرة عن محكمتي جنايات بيروت وجبل لبنان. ورأت المحكمة أنه «لا يمكن التوقف عند إنكار المتهمة ما أسند إليها، بأيّ شكل من الأشكال، على ضوء العثور على آثار بصماتها على باب منزل المدّعية، وعلى ضوء إعادتها خاتم السوليتير خلال التحقيق، وعرضها إعادة مبلغ من المال، إضافةً إلى أسبقيّاتها المتعددة في مجال السرقة».
وبناءً على الأدلّة والمعطيات في ملف القضية، أصدرت محكمة الجنايات في بيروت، برئاسة القاضية هيلانة اسكندر، وعضوية المستشارين جمال الحلو وهاني عبد المنعم الحجار، حكماً وجاهياً قضى بتجريم المتهمة بالجناية المنصوص عنها في المادة 639 من قانون العقوبات، وبإنزال عقوبة الأشغال الشاقة بحقّها مدّة 3 سنوات، وبخفض هذه العقوبة إلى الأشغال الشاقة لمدة سنة ونصف سنة، على أن تُحسب لها كامل مدّة توقيفها الاحتياطي. يُشار إلى أنّ سبب خفض العقوبة هو منح المحكمة، لما لها من حقّ تقدير، «أسباباً مخفّفة» للمتهمة، إضافةً إلى إسقاط الادّعاء الشخصي لاحقاً من جانب المدّعية، وإعادة المتهمة للخاتم.