انقلاب الشاحنة ليس حادث سير عادياً، لأنه أمر أصبح يتكرر حدوثه باستمرار. فمرور ذلك العدد الهائل من الشاحنات من هنا لا يتناسب مع حال الطرق العامة المتردي. وهذا ما نبهت إليه فعاليات المنطقة في القرى والبلدات على امتداد الطريق بين القبيات وحلبا. فمنذ أكثر من تسعة أشهر ناشد رئيس بلدية حلبا سعيد الحلبي (عدد «الأخبار»، 10 أيلول 2009) المراجع المختصة السعي لشق طريق تربط بلدة الكويخات ببلدة منيارة، لجعل الطريق الدولية خارج بلدة حلبا. لأن السيارات التي تقصد حلبا، بما فيها من مدارس ومستشفيات ومقار رسمية، باتت وحدها عبئاً ثقيلاً على طرق المدينة وشوارعها الضيقة، فكيف الحال إذا بقيت حلبا عقدة المواصلات بين مختلف بلدات عكار؟ بل إذا كانت تمر في داخلها الطريق الدولية التي تربط الشمال بالبقاع، ثم أضيفت إليها السيارات المتوجهة إلى سوريا بعد افتتاح معبر جسر قمار في وادي خالد؟
الأسوأ من ذلك ما حدث في القبيات في نيسان الماضي، عندما اجتاحت شاحنة مبنى قيد الإنشاء. وفي حينه كان اجتياح المبنى على خلفية سرعة البديهة التي تمتع بها السائق لكي يتجنب بلوغ ساحة البلدة وإحداث كارثة بعدما فُقدت الفرامل من الشاحنة. وبعيد
ستمئة شاحنة تعبر القبيات ويقودها أحياناً بعض الشبان بطريقة هستيرية
لقد أعلن وزير الداخلية زياد بارود خطة سير غير تقليدية بدأت نهار الاثنين الفائت. وما تقضيه الخطة تنظيم حركة الشاحنات خاصة. فهل تشمل خطة الوزير منطقة عكار؟ وهل تلحظ خصوصيّة تلك المنطقة المتمثلة في نموها السكاني الهائل في وقت لا تزال معظم طرقها كما هي منذ سبعينيات القرن الماضي؟