توفّيت امرأة وجرح 24 شخصاً، بعضهم عسكريّون، في حادث اصطدام وقع في حالات، نُقل الجرحى إلى مستشفيات المنطقة، والمتابعون يتوقّفون عند ارتفاع عدد الحوادث على الطريق العام المؤدّي إلى جبيل
جبيل ــ جوانّا عازار
بعد ظهر يوم الأحد، أرخى مشهد مأساوي بظلاله على باحة قسم الطوارئ في مستشفى سيّدة مارتين في جبيل، حيث اجتمع أهل السيّدة سلوى متري بوسابا (52 عاماً) وأصدقاؤها، فيما حالة الصدمة تخيّم على وجوه جميع الحاضرين. فالسيّدة بوسابا توفّيت ظهر الأحد في حادث سير مروّع وقع في بلدة حالات، وتحديداً على المسلك الغربي لأوتوستراد جبيل ـــــ بيروت، إذ اصطدمت سيارتان وفان كان ينقل عدداً من العسكريّين.
ابنة الضحيّة، عايدة الخوري، كانت تقود سيّارتها من نوع BMW بيضاء اللون، وبرفقتها والدتها ووالدها وشقيقتها رنا.
في التفاصيل التي روتها لـ«الأخبار»، أشارت الخوري إلى أنّهم كانوا في طريق عودتهم من زيارة دير كفيفان إلى بيروت، وقد صادف في حالات مرور سيّارة من نوع بيجو زيتيّة اللون يقودها سائقها بسرعة جنونيّة، رغم أنّ فتاة صغيرة كانت برفقته، «كان يسير ورائي مطلقاً العنان لزمّور السيّارة، و«يضويّ ويطفّي» كي يمرّ، وكنت أسير من الجهة الشمالية، فلم يكن بإمكاني أن أدعه يمرّ، عندها قالت لي والدتي «شو بدّك في، اتركيه يمرّ»، أمّا هو، فقد تخطّى سيّارتي من الجهة اليمنى بأقصى سرعة، حتّى أصبحت سيّارته أمام سيّارتي، عندها خفّف من سرعته بدرجة قياسيّة، فلم أتمكّن من تفادي الصدمة أو الانتقال إلى الجهة الأخرى». تضيف الخوري «لم أشعر بالصدمة، لا أعرف ماذا حصل تحديداً، استيقظت بعد فترة على صوت نشر السيّارة كي يخرجونا منها، كان الجميع غير واعين، صرخت محاولةً إيقاظهم، لكنّ والدتي لم تستيقظ».
نُظّم اعتصام في جبيل، للفت النظر إلى تزايد حوادث السير في المنطقة
أفراد عائلة الخوري، الذين اجتمعوا في المستشفى، يكملون القصّة بغضب وأسى «في هذا الوقت، صادف مرور فان صغير يسير هو الآخر بسرعة جنونيّة، ويقلّ عدداً من العسكرييّن، فاصطدم بدوره بسيّارة عايدة، ما أدّى إلى انقلابه»، مضيفين «إنّها فعلاً مجزرة سبّبها سائق البيجو، أدّت إلى مقتل سلوى، وجرح عشرات العسكرييّن، أضف إلى أنّ غياب الرقابة على الطريق في ذلك الوقت، وغياب الإجراءات الرادعة أسهما في عدم التقيّد بقوانين السير». في المستشفى عينه يخضع أيضاً للعلاج زوج الضحيّة وابنتها الأخرى رنا، إضافةً إلى ستّة عسكرييّن، وقد وصلوا كلّهم حسب إدارة المستشفى إلى قسم الطوارئ، وتلقّوا العلاجات المطلوبة، هذا وقد تفاوتت الإصابات بين رضوض وجروح مختلفة.
بالنسبة إلى المصابين الآخرين، فقد نُقل أربعة منهم إلى مستشفى سيّدة لبنان في جونيه، اثنان إلى مستشفى سان لويس، و11 شخصاً إلى مستشفى سيّدة المعونات في جبيل، الذي أشار المسؤولون عن قسم الطوارئ فيه إلى أنّ المصابين توزّعوا على العسكرييّن والمدنييّن، وقد عولجت إصاباتهم جميعاُ، وراوحت بين الكسور والرضوض.
العسكريون المصابون في الحادث هم: العريف محمّد حسين، الجندي محمد كريم، الجندي محمد رضوان، العريف بشير كسار، الجندي محمد السحمراني.
كان قد حضر إلى مكان الحادث الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، فيما تولّت الشرطة العسكريّة التحقيق في الحادث لوجود عسكرييّن فيه. وقد سببّ الحادث زحمة سير خانقة، استمرّت فترة طويلة على المسلكين الشرقي والغربي للأوتوستراد، ما أدّى إلى تحويل السيّارات إلى الطريق البحريّة، التي شهدت بدورها زحمة سير خانقة.
الجدير ذكره أنّ هذا الحادث يمثّل فصلاً آخر من فصول مسلسل حوادث السير الذي بدأ الشهر الماضي في جبيل، موقعاً حتّى الآن أكثر من خمسة قتلى، من هنا ضرورة العمل على تطبيق خطّة سير وإجراءات صارمة ضدّ كلّ من يخالف قوانين السير، والتشدّد في معاقبتهم، وخصوصاً أنّ الحوادث سببّت خسائر وإصابات بشريّة كبيرة، ففي الحصيلة الأوليّة، سببّ الحادث الأخير مقتل السيّدة سلوى متري بوسابا، وجرح نحو 24 شخصاً توزّعوا بين مدنيّين وعسكريّين.
يُشار أخيراً إلى أنّ اعتصاماً نُظّم في جبيل أخيراً، للفت النظر إلى تزايد حوادث السير في المنطقة، وخاصةً أنّ معظمها ناجم عن السرعة الزائدة لأحد السائقين، ما سبّب قتل مدنيّين وجرحهم وهم لا ذنب لهم بهذه الحوادث.