صيدا ــ الأخباريدوّن الطفل نعيم الزين على دفتره الصغير العبارة الآتية: «ما في شي منيح بينذكر عن مكب النفايات في صيدا، كله سلبيات وضخم كتير وعالي، وفيه كل أنواع الزبالة التي تسقط في البحر فتوسّخه، والريحة هون بتموّت». كان نعيم يزور المكب، في إطار رحلة بيئية نظمها النادي الصيفي في الحركة الاجتماعية لأكثر من 50 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 7 و12 سنة.
وخلال الزيارة، تنقل الصغيرة هناء قاسم في مدوّناتها ما سمعته عن جبل النفايات: «في الشتاء يهبط قسم من الجبل في البحر. هذا الجبل يضم حيوانات ميتة وجلود الخراف وقناني مشروبات كحولية فارغة ونفايات كثيرة متنوعة. في محيط المكب تنعدم الحياة، فالشجر يابس وبعض الحيوانات الأليفة ماتت من الرائحة والسكان مصابون بالأمراض».
أما منسّق النادي الصيفي عبد قصير فيشرح لـ«الأخبار» أنّ «هدف الزيارة هو مساعدة أطفالنا على تكوين صورة ميدانية عما يسمعونه عن مكب النفايات أو جبل الزبالة وما يمثّله من كارثة بيئية وصحية». يستمزج قصير آراء الأولاد المتجمّعين أمام المكب، والذين يضعون على أنوفهم كمامات تقيهم الرائحة الكريهة التي تفوح في المكان، فيجيبونه باندفاع: «مشهد بفزّع، ولازم يتخلّصوا من الزبالة والريحة بشعة كتير».
هكذا، لم يعثر الزوّار الصغار على حسنة واحدة يذكرونها، فكل الملاحظات التي سجّلوها سلبية. لكن قصير يصرّ على إطلاعهم على أضرار المكب ومخاطره قائلاً: «هنا يعيش المواطنون في بيئة صحية غير آمنة، نتيجة الروائح، وهناك تشوهات بيئية وتسرب للنفايات مع عدم وجود حاجز يفصل بين المكب والبحر، وليس هناك فرز للنفايات. فبقايا الحيوانات وعظامها تختلط مع أنواع النفايات الأخرى، وتلاحظون وجود أفراد وعائلات ينقّبون بين النفايات على قمة المكب من دون وجود حماية وهم مهدّدون من مخاطر الانهيار».
وشملت الجولة البيئية للأولاد زيارة للأماكن القريبة من المكب، ولا سيما المنازل والمحال التجارية المجاورة حيث استطلع الأولاد واقع الأهالي الصحي في ظل وجود هذا المكب على مقربة منهم، وما إذا كانت نسبة الأمراض قد ارتفعت ولا سيما أمراض السرطان».