الضنية ـ عبد الكافي الصمدمع أن بلدة سير ـــــ الضنية نجت في 30 آذار الماضي من حصول كارثة حقيقية فيها نتيجة انهيار جرف صخري فوق مبنى سكني، أُخلي من سكانه قبل ساعات من سقوط الصخور فوقه حيث تحول ركاماً في ما بعد، فإن المخاوف عادت وتجددت في البلدة المنكوبة بالانهيار من إمكان تضرّر مبان إضافية في جوار الجرف وفوقه، في ظل استمرار الانهيارات مجدداً، التي كان آخرها قبل ثلاثة أيام، إضافة إلى عدم اتخاذ الجهات المعنية أي إجراء احترازي يمكنه أن يوقف انهيار صخور الجرف نهائياً من نوع جدار باطون مسلح على سبيل المثال.
قد يسبّب التأخّر في اتخاذ تدابير وقائية انهيار مبان إضافية
منظر ركام المبنى المنهار والصخور المتراكمة فوقه ما زال على حاله منذ ذلك الحين، إذ لم تعمل ورشة وزارة الأشغال وقتها سوى على رفع كمية بسيطة من الركام والصخور من وسط الطريق وجانبها، إفساحاً في المجال أمام إعادة فتحها أمام حركة العبور، وهو ما دفع رئيس بلدية سير أحمد علم للتوضيح لـ«الأخبار» أن الوزارة «لم تعمل على إقامة جدار باطوني كما طلبنا لإيقاف انهيار الجرف، على الرغم من أننا وضعناها في الصورة مسبقاً، وأوضحنا لفريق من الوزارة كشف على الموقع أخيراً وجود تصدّع في صخور الجرف، ما من شأنه أن يهدد السلامة العامة، فأبلغونا أنه أُخذت عيّنة من تربة المنطقة لدراستها وفحصها في مختبرات الوزارة قبل إقدامهم على أي خطوة».
لكنّ مصدراً في المكتب الإقليمي للوزارة في الشمال، فضّل عدم ذكر اسمه، كشف أن وزارته «كلّفت منذ الانهيار الأول شركة خطيب وعلمي إعداد دراسة لمعرفة كيفية معالجة المشكلة، ونحن بانتظار انتهاء الدراسة، كذلك فإن المدير الإقليمي للوزارة في الشمال إلياس عقل عاين بنفسه الموقع أخيراً تمهيداً لإعداد تقرير مفصّل عنه».
غير أن علم أشار إلى أن البلدية «أرسلت أخيراً كتاباً إلى محافظ الشمال ناصيف قالوش، طالبنا فيه بإقامة جدار باطوني فوراً، وما زلنا ننتظر اتخاذ إجراءات سريعة»، لافتاً إلى أن البلدية «تواكب العمل على الأرض، وأنها عملت بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي بعد الانهيار الأخير على منع عبور السيارات والمشاة على الطريق نحو 24 ساعة، وتحويلهم إلى طرقات أخرى حرصاً على سلامتهم».
أما عن وضع الأبنية الأربعة الموجودة أعلى الجرف، وأحدها قيد الإنشاء، فقد أكد علم أنها «بحالة سليمة ولم نبلّغ عن حصول أي تصدّع فيها»، لكنه تخوّف من أن «يسبّب التأخير في اتخاذ أي تدابير وقائية حصول ما لا تحمد عقباه».
انهيار صخور الجرف مجدداً حيث تراكمت خلف مبنى يخضع للترميم يقع إلى جوار المبنى المنهار، عدّه مختار البلدة ساسين عون «ناتجاً من تشقّق الصخور بفعل عوامل طبيعية، وأن الحل هو إقامة جدار دعم باطوني». لكن، على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟