«التيار» ينسحب والرئاسة بين خليفة وكفوريفاتن الحاج
«موزاييك» لوائح. هذا ما يمكن أن يخرج به المراقب خلال فرز نتائج انتخابات الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، قبل أن يشهد على تطورين بارزين سيقرران حكماً مصير انتخابات رئاسة الهيئة، السادسة من مساء غد الأحد. أما التطور الأول فهو استقالة المرشح للرئاسة د. بسام الهاشم (التيار الوطني الحر) من عضوية الهيئة التنفيذية فور إعلان النتائج. والثاني، إعلان المرشح للرئاسة د. شربل كفوري (كتلة وطنية) استمراره في الانتخابات، خلافاً لما أبداه سابقاً من استعداده للانسحاب لمصلحة المرشح د. عصام خليفة (مستقل) بمجرد انسحاب الهاشم من المنافسة، وبالتالي فالمعركة قائمة حتماً بين كفوري وخليفة الذي بدا مرتاحاً لحظوظه، وخصوصاً أنّه نال أعلى الأصوات (125 صوتاً من أصل 129).
من هو الرئيس؟ الجواب عند القوى السياسية المؤتلفة التي فازت، أمس، في انتخابات فرضها «الأساتذة المستقلون». هؤلاء نجحوا في إسقاط التزكية، واستطاع مرشح اللائحة د. سليم زرازير الحصول على 49 صوتاً بحكم صداقاته الشخصية والنقابية مع أكثر من فريق. لكنّه، كما قال، مستقل ويتوافق مع «الأساتذة المستقلين» على الأفكار الرافضة للمحاصصة والطائفية والفوقية واحتكار الأساتذة الجامعيين. زرازير أبدى استياءه من اللوائح الانتخابية لقوى الائتلاف «المُهينة لكونها محشورة ولا تسمح للأساتذة بالاختيار، في خطوة منافية للّياقة النقابية». وعن اتهام د. سميح الحاج بأنّه من جماعة عصام خليفة ويترشح على اللائحة الثانية، أكد الحاج أنّ «عصام ضمير الجامعة اللبنانية ونموذج للعمل النقابي، ولا أترشح ضده بل أخوض المعركة لكسر التوافق من فوق». وفي تعليق على النتيجة، قال د. شفيق شعيب، «المرشد الروحي للأساتذة المستقلين» كما كان يسميه البعض خلال العملية الانتخابية: «وصل تحالف قوى المجلس الملّي إلى الهيئة التنفيذية، وألّف النقابيون المستقلون ثاني أكبر كتلة ستخوض حركة معارضة داخل مجلس المندوبين خلال السنتين المقبلتين، والانتخابات ليست سوى المحطة الأولى». هنا لم يخفِ شعيب تعرض «مرشحينا لضغوط تطالبهم بالانسحاب من المعركة، وسنكشف الأسماء في أول جلسة لمجلس المندوبين». أضاف: «سنرى كيف سيتعامل هذا التحالف العجائبي الذي انفجر لحظة إعلان النتائج».
ماذا حصل في هذه اللحظة؟ انسحب الهاشم معترضاً على ما سمّاه «خداعاً وغدراً واغتصاباً وخيانة موصوفة حجمها 50 صوتاً تعرض لها من بعض قوى الائتلاف الذي ينتمي إليه، وهي تيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية». وما عدّل الوضع، بحسب الهاشم، الأصوات غير المحسوبة من اللائحة الثانية غير المكتملة التي لم أبادلها الأمر لالتزامي التصويت للائحة التوافقية. وأعلن الرجل «أنّه سيكمل النضال مع بعض الأطراف المعترضة على البنية الحالية في سبيل إصلاح الرابطة وتمثيل خيارات القاعدة، وخصوصاً أنّ 57% من المندوبين المسيحيين في الفروع الثانية يؤيدون، كما قال، التيار الوطني الحر.
أما كفوري، فعلّق قائلاً: «خانوني للقول إنني لا أمثّل في الفروع الثانية، ورغم التآمر والتشطيب حصلت على 90 صوتاً، أي ثلثي الناخبين». وأوضح أنّه «التزم التوافق وطُعن في الظهر، لذا فهو ماضٍ في الترشح لرئاسة الهيئة التنفيذية لإعادة الاعتبار لخطه النقابي، وإذا لم تستمر القوى المؤتلفة في دعمه فسيتابع نضاله من عضوية الهيئة التنفيذية وفاءً للأساتذة الذين انتخبوه ولكونه لم يتعوّد الانسحاب».
لكن قراءات النتائج اختلفت داخل القوى المؤتلفة نفسها، فتيار المستقبل تحدث عن شبه التزام بالائتلاف، والتشطيب تبادله طرفان في الفروع الثانية. ولفت رئيس قطاع التربية والطلاب د. نزيه خياط إلى أنّ هناك «أطرافاً عمدت إلى تشطيب أحد أعضاء الائتلاف بصورة تتنافى مع الالتزام المعنوي باللائحة التوافقية، ومع ذلك كانت الانتخابات تجربة ديموقراطية أعادت تجديد الحراك النقابي داخل الرابطة من أجل أن يكون للمندوبين الاندفاع والحيوية، وخصوصاً مع مشروع التحرك المقبل لتحقيق مطالب الجامعة الأساسية».
ورأى رئيس المكتب التربوي المركزي في حركة أمل د. حسن زين الدين أنّ الانتخابات تميّزت بالحماسة، معلقاً على استقالة الهاشم بالقول: «قد تكون ردة فعل عفوية على التشطيب الذي تعرض له، لكننا نتمنّى أن يبقى مرشحاً جدياً للرئاسة». وعن الاسم الذي سيختارونه، أشار إلى أننا «سنتخذ الموقف المناسب بعد التشاور مع أفرقاء التحالف». وكان زين الدين قد أكد في بداية اليوم الانتخابي الالتزام الأخلاقي والسياسي باللائحة التوافقية، لكنّه سجّل تحفظه على مرشحين مزدوجي التوزيع، على حد تعبيره «زرازير المقرب من التيار الوطني الحر، والحاج المقرب من عصام خليفة».
أما رئيس هيئة التعليم العالي في حزب الله د. عبد الله زيعور، ففوجئ باستقالة الهاشم، مشيراً إلى أنّ حجم الالتزام باللائحة التوافقية كان أقل من المتوقع، ما أحدث «خربطات» في الحسابات الانتخابية. ورأى أنّ العلاقات الشخصية والمناخ السياسي العام أدّى دوراً في النتائج.
في المقابل، شعر د. أنطونيو خوري (كتائب)، كما قال، بالمرارة للتشطيب المتبادل بين الهاشم وكفوري، ولا سيما أنّه لم يؤثر على النتيجة النهائية. «مش حلو يصير هيك»، يقول، معرباً عن اعتقاده بأنّ الفروع الثانية شطبت كفوري ولم تشطب الهاشم، لأنّ من يقرأ النتائج يتبين بوضوح أنّ هناك 12 نوعاً مختلفاً من اللوائح المرمّزة شطبت كفوري لمصلحة زرازير.
يذكر أنّ عدد المقترعين بلغ 129 أستاذاً من أصل 153 مندوباً، غاب منهم نحو 14 أستاذاً بداعي السفر.


أسماء الفائزين

أعلن رئيس مجلس المندوبين د. وسيم حجازي، وبحضور أمين سر المجلس د. إميل مارون، أسماء الفائزين في انتخابات عضوية الهيئة التنفيذية كالآتي: عصام خليفة (125 صوتاً)، حميد الحكم (119 صوتاً)، ناجي عبد الله (115 صوتاً)، وليد ملاعب (111 صوتاً)، علي الحسيني (110 أصوات)، نزيه خياط (109 أصوات)، محمد صميلي (108 أصوات)، علي الديلاتي (107 أصوات)، حسن زين الدين (107 أصوات)، عامر حلواني (107 أصوات)، جورج سعادة (106 أصوات)، أنطونيو خوري (105 أصوات)، عبد الله زيعور (102 أصوات)، شربل كفوري (90 صوتاً) وبسام الهاشم ( 83 صوتاً).