كامل جابريغزو الإسمنت حرج «تلة العسكر» في مدينة النبطية. هنا في الحرج أبنية للمؤسسات الرسمية والخاصة والطرقات المؤدية إليها. إذا كانت البلديات السابقة المتعاقبة على المدينة قد شاركت في استباحة التلة الخضراء في النبطية، فماذا تفعل البلدية الحالية لحماية ما بقي من التلة؟
يقول رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، إنّ البلدية السابقة شقت طريقاً في حرج تلة العسكر، من دون أن تراعي توزيع الأشجار الصنوبرية القديمة، ما أدى إلى قطع أكثر من عشر «صنوبرات»، وكشف «عورة» عدد مماثل، الأمر الذي بات يهدد حياتها، وخصوصاً أن أشجار الصنوبر تتعرض لليباس عند كشف جذورها.
لكن كحيل يوضح أنّ الخيارات لم تكن واسعة أمام المجلس البلدي القديم، والطريق التي شقت هي بمثابة حق مرور نتيجة تخطيط سابق، للوصول إلى عقارات في محلة كفرجوز التابعة عقارياً للنبطية، وإن كان يعتقد أن «تجنب قطع الأشجار كان ممكناً لو أنّ المسّاح توسع بدراسته أكثر».
يضيف: «ما حصل قد حصل، لكن البلدية الحالية ستسارع إلى تشجير الأماكن الفارغة في التلة، ولن تزرع نصوباً صغيرة، بل ستأتي بأشجار كبيرة، يفوق ارتفاعها ثلاثة أمتار، ولو كلفتنا الواحدة منها أكثر من 500 دولار أميركي».
ويؤكد كحيل أن البلدية ستمنع أي تعدّ جديد على تلة العسكر. وإذا كان الرجل يتفهم تعرض المساحة الخضراء لانتكاسات فرضتها حاجة المدينة إلى أبنية للمؤسسات الرسمية كالمستشفى الحكومي وقصر العدل ومواقفه (ثلاثة مرائب)، ومبنى وزارة الصحة العامة، يستغرب «إمرار بناء لجمعية تجار النبطية، وهي جمعية خاصة كان بإمكانها شراء قطعة أرض وتشييد مبنى عليها».
ويكشف رئيس البلدية عن «نيتنا في تحويل هذه المنطقة الحرجية مع حرج نادي الشقيف إلى ما يشبه الحدائق العامة والإشراف الدائم على تأهيلهما والحرص على نظافتهما ومنع التعدي وقيام أي بناء جديد أو شق طرقات». ولمّح إلى رغبة البلدية في تلزيم ثمر الحرجين، في مقابل تأهيلهما وتشذيبهما.
ويلفت عضو البلدية المهندس حسين جابر إلى أن الأبنية في حرج تلة العسكر «اقتطعت ما يقل عن 20 بالمئة من مساحته التي تقدر بنحو 115995 دونماً». ويتمنى أن يتخذ المجلس البلدي قراراً بالإجماع «يحمي ما بقي من مساحات مشجرة ويمنع أي تعدّ جديد، حتى لو كانت النيات حسنة، لتعزيز المؤسسات الخدماتية».
وكانت بعض الجمعيات الأهلية والبيئية في مدينة النبطية قد اعترضت على شق طريق جديدة في حرج تلة العسكر «ما سبب قطع العديد من أشجار الصنوبر، وكشف جذور عدد مضاعف». ووجهت سؤالاً إلى بلدية النبطية «عن الأسباب التي أدت إلى شق الطريق من دون التعمق في دراسة تجنب قطع الأشجار أو تضررها»، كما يقول رئيس جمعية بيت الطلبة علي شكر.


25 ألف دولار لجرف الحرج

تحت عنوان المحافظة على حرج تلة العسكر في النبطية ومنع انهيار التربة، قامت إحدى الجمعيات في النبطية في عام 2004، بعمليات جرف داخل الغابة الحرجية وبناء جدران صخرية عالية وتجليل التربة، ما أدى إلى القضاء على الانسياب الطبيعي لمساحة بلغت نحو 15 دونماً من التلة. ورفدت البلدية السابقة للمدينة أعمال الحفر والبناء والتشذيب وإزالة بعض الركام والبقايا، بمبلغ 25 ألف دولار أميركي، تلقته الجمعية للإسهام في مشروعها، فضلاً عما تلقته من دعم مادي، من جمعية «أنترسوس» الإيطالية، للإسهام في شق طريق داخل التلة الحرجية.