آمال خليلفي أول نشاط ميداني لهم نهار الأحد الفائت، تعرّف أعضاء «التجمع الشبابي التطوّعي في صور» إلى أصغر زاروب في مدينتهم.
شارك في الجولة 148 شاباً وشابّة، مثّل بعضهم مدارس وبلديات وجمعيات ومؤسسات أهلية من بيروت وصور ومنطقتها، ومن قضاء حاصبيا، إلى جانب 28 عضواً من التجمّع، الذي هو جزء من نادي التجمعات الشبابية التطوعية، المؤلّف من خمسين تجمّعاً أنشأها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع المجالس البلدية، في جنوب لبنان، بعد عدوان تموز.
توزّع المشاركون على ثلاثة وعشرين فريقاً، انطلق أعضاء كلّ منها بالدراجات الهوائية نحو ثماني محطات، متتبّعين خريطة المدينة، ومستعينين بالسكان، للوصول الى مواقع يحملون صورها، وتمثّل أبرز معالم المدينة البيئية والسياحية والأثرية والثقافية والدينية، منها ميناء الصيّادين والمدرج الروماني والقلعة البحرية ومحمية شاطئ صور الطبيعية، والبيوت التراثية والسوق التجاري القديم ومحالّ بيع الفول الشعبية. اللافت هو أنّ الصور لم توثّق الجوانب الإيجابية للمدينة، بل صوّرت المشاكل التي تعانيها، مثل تلوّث الشاطئ ومشاكل الصرف الصحي وزحمة السير. بعد العثور على المواقع المصوّرة، عاد المشاركون الى نقطة الانطلاق في بيت المدينة لتسليم الدراجات، وللإجابة عن أسئلة تتعلق بقطاعات مختلفة في صور، لم تكن الإجابة عنها سهلة في جميع الحالات، وخصوصاً أنها تناولت تفاصيل من واقع المدينة. فقد لا ينتبه كثيرون إلى عدد سلات المهملات التي توفرها البلدية على الكورنيش الجنوبي المقابل لشارع المطاعم والمقاهي في صور، وقد لا يعرف آخرون ما هي حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، التي يجب أن توفَّر في الأماكن العامة والبيوت والشوارع. والأمر يصبح أكثر صعوبةً إذا ما اختُبر هؤلاء في موضوع أشهر بائع للبوظة في المدينة، أو الاسم المتداول للعملات الأثرية الموجودة في بحر صور.
وثّقت الصّور مشاكل المدينة بهدف التوعية عليها
إلا أنّ معدّي البرنامج أصرّوا على تنويع الأسئلة وربط الإجابة عنها بالبحث، لكي تنطبع المعلومات في أذهان أبناء المدينة وضيوفها. فالجولة هدفت الى إشراك الجميع في نشر المعرفة عن ثروات المدينة المتنوعة، لاستدراك حجم المخاطر والتحديات التي تواجهها المدينة، والعمل على إيجاد حلول لها. ويشير علي شرف الدين، أحد أعضاء التجمع، إلى أنّ شباب المدينة، الذين انضموا إلى تجمّعها عند إنشائه في تشرين الثاني الفائت، «وضعوا أمامهم لائحة المشاكل التي تعانيها المدينة، بدءاً من أزمة السير وصولاً إلى التلوث والحاجة إلى تطوير السياحة وحماية التراث والآثار، واقترحوا الإضاءة عليها جميعاً دفعة واحدة في نشاطهم الأول، إلى حين تبنّي التوعية عليها، واحدة تلو الأخرى، ضمن المجتمع المحلي، وبالتنسيق مع البلدية. ولأنّ الدراجات الهوائية تتيح جولة تفصيلية في المدينة، وترمز إلى مواجهة التلوث لأنها صديقة للبيئة، وقع الخيار على فكرة RALLY PAPER».
أمّا ختام النشاط، فقد كان بصناعة دمية من النفايات المنزلية المرمية في المستوعبات، والبحث عن أكياس يمكن إعادة تدويرها، وصنع زيّ روماني تيمّناً بالحضارة الرومانية، التي يتّسم بها تاريخ المدينة. في النهاية، فازت ثلاثة فرق بالمراتب الأولى لأنها جمعت أكبر عدد من النقاط بإجابتها عن الأسئلة، وبعثورها على أماكن اللقطات المصوّرة.
وإذا كان التجمّع الشبابي في صور قد أطلق نشاطه على الدراجات الهوائية، فإن برنامج عمله لن يقتصر على ذلك، بل سوف يتعداه إلى قضايا أكبر تهمّ الفئة الشبابية في المدينة ومحيطها. ويأتي «التنوّع بين أعضاء الفريق، بين لبنانيين وفلسطينيين من مخيمات المنطقة، وذوي احتياجات خاصة، ومنتمين إلى أديان ومذاهب مختلفة، ليعزّز التطرق إلى اهتمامات مختلفة»، كما تقول منسّقة التجمع لمياء كركور.