صيدا ــ خالد الغربيفيما ترتاح مدينة صيدا من معركتها الانتخابية البلديّة التي هزّتها، عادت إلى بعض أوساطها، ولا سيّما الطبيّة النقابيّة، الأجواء الانتخابيّة، من خلال ترشّح جراح العظم د. ياسر ياغي، لمركز نقيب الأطباء في لبنان في انتخابات النقابة، الأحد المقبل، تحت شعار «لا لإسقاط نقيب الأطباء بالبراشوت، وهيمنة قوى سياسية على النقابة، وامتهان كرامة الطبيب».
يخوض ياغي «معركته» من دون أن يخفي أنّه ينسج حلفاً داعماً، مؤلّفاً من أطباء حزب الله والتيار والوطني الحر وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافةً إلى كتلة أطباء مستشفى حمود، الذي يرشّحه كونه رئيس اللجنة الطبية، ورئيس قسم جراحة العظام فيه. وبالرغم من ذلك يشدّد على تحفّظه على جعل النقابة ممالئة للسياسة والسياسيين، كما يحصل منذ عقود، إذ يهيمن على النقابة تيار سياسي معيّن، بحسب ياغي. ويوضح المرشّح، الذي يعترف بأنّ الوصول إلى موقع نقيب لن يكون من دون دعم قوى سياسية فاعلة، أنّ «السياسة يجب أن تكون في خدمة النقابة».
يركّز المرشح ياغي في معركته على العمل النقابي الذي يحمي الجسم الطبي علمياً ومهنياً واجتماعياً وحقوقياً، فيطرح عناوين تلامس هموم الجسم الطبي، وتبدأ من حماية الأطباء الجدد، وتوفير فرص عمل لهم، وسبل تغطية صحية أيضاً لهم عند تقاعدهم، عبر مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصحي، وممارسة الشفافية والصدقيّة كأساس يجب البناء عليه في قضية بيت الطبيب، وتنظيم مهنة الطب، والحدّ من بعض الشوائب كظاهرة التعاقد المجاني للأطباء مع المستوصفات، تحديث قانون النقابة، والبحث عن سبل تمويل جديدة ومبتكرة من شأنها رفع الإيرادات، مع التشديد على حسن جبايتها بغية الوصول إلى صندوق تقاعد قادر على حماية جميع المنتسبين إليه، لأنّ الطبيب المتقاعد يتقاضى راهناً 600 ألف ليرة لبنانية لا غير، فضلاً عن تطوير هيكلة عمل النقابة.
«سأحاول إجراء نفضة داخل النقابة»، يعد ياغي، غامزاً من قناة الواقع اللبناني الذي يصعب فيه إحداث تغيير نتيجة التركيبة الطائفية. يبدو ياغي واثقاً بأنّ هذه التركيبة لن توهن عزيمته في طريقه إلى التغيير.