لم تنج عوكر من اليسار اللبناني والفلسطيني بعد أسبوع على مجزرة إسرائيل البحرية. في المشهد أمس دلالات كثيرة. شباب بثياب عسكرية يريدون كالعادة اختراق السياج، لم تقمعهم خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل للدموع. تكفّل من أرسلهم إلى هناك بالمهمة. أما الجيش اللبناني فلم يحتَج إلى استخدام رصاصات قنّاصاته التي صوّبت إلى صدورهم
بسام القنطار
«عوكر 2010: يسارٌ قليل المروءة مستسلمٌ ليمين عميل»، هكذا عبّر المدوّن «جوعان» عن سخطه للقمع الذي مارسته أمس، قيادات القوى اليسارية في تظاهرة عوكر، بعد أسبوع على الاعتداء الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية التي كانت تتجه الى غزة. لم يكن «جوعان» الساخط الوحيد الذي عاد محبطاً من عوكر، فالجوعانون الكثر الذين ارتدوا بزّات عسكرية خضراء وغالبيتهم من قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني، لم يترددوا في شتم قيادتهم ووصفها بأنها تابعة لمنظمة غرين بيس، والتعارك مع عدد من «عناصر الانضباط» أمام كاميرات وسائل الإعلام، بعدما منعوا لمرات عدة من الاقتراب من السياج الشائك الذي وضعه الجيش اللبناني في مكانه المعتاد الذي يبعد كيلومترات عدة عن المقر الرئيسي للسفارة الأميركية.
لكن، لنفترض أن «القيادة» لم تصرخ بوجه الشباب كي يتراجعوا، لنفترض أنهم استطاعوا اقتلاع السياج الشائك، ماذا كان سيحصل؟ قلة لاحظت الخطة الجديدة التي اعتمدتها السلطة بوجه المتظاهرين. فعلى عكس المرات السابقة، ركنت شاحنات إطفاء فرقة قمع الشغب بعيداً، وكذلك عناصرها لم يكونوا في الميدان، وحدهم جنود الجيش اللبناني وضباطه وقفوا خلف الشريط بسلاحهم الحربي، فيما أعطي أمرٌ لجندي بأن يصوّب طيلة الوقت قناصته باتجاه المتظاهرين. هل كنّا أمام مشهدي مار مخايل وحي السلم جديدين؟ سؤال برسم قائد الجيش العماد جان قهوجي.
اليسار لم يكن وحده أمس، فلقد انضم إليه شبيبة كفاح الطلبة التابعة لحزب البعث العراقي ـــــ تنظيم لبنان، الذي حوّل اسمه ليصبح حزب الطليعة، هؤلاء أيضاً حاولوا الوصول إلى السياج، لكنهم منعوا. وحدهم أعضاء الحزب الديموقراطي الشعبي، من يصطلح على تسميتهم محترفي جذب العدسات. بدا واضحاً أنهم نظّموا المشاهد مسبقاً، وأحضروا عدّة الشغل كاملة إلى عوكر. العلم الأميركي طبعاً الذي استبدلت النجوم في فسحته الزرقاء بجماجم بشرية. أما النجمة التي تتوسّط العلم الإسرائيلي فلقد صنع منها مجسم خشبيّ ضخم حمله النقابي الصيدواي الناشط في الحزب، ابراهيم جمعة. ولإبراهيم خبرة طويلة مع الاعتصامات يشي بها الشيب الذي يعلو رأسه. لم يكلّ إبراهيم من الصراخ «وين

«سفينة الصحافيين الأحرار» ستبحر إلى غزة نهاية الأسبوع الجاري
البنزين... بدي بنزين هلق»، حتى أكمل المهمة. ومن حرق العلم إلى مشهد القراصنة، وقفت ناشطتان من الحزب وخلفهما علم أسود كتب عليه بالإنكليزية «إسرائيل تخترق قانون البحار الدولي». الى اليمين غطى ناشط عينه بقماشة رسم عليها العلم الأميركي، واضعاً في فمه خنجراً مغطى بالدماء، وإلى اليسار غطت ناشطة عينها بالعلم الإسرائيلي. وإلى جانب العلم التركي حضر علم نيكاراغوا التي أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل وصورة راشيل كوري.
كثرة أعضاء لجنة المتابعة اليسارية اللبنانية والفلسطينية التي دعت الى الاعتصام لم تنعكس حضوراً جماهيرياً في الاعتصام الذي لم يتجاوز عدد المشاركين فيه 3٠٠ ناشط وناشطة، وفيه إلى جانب الشيوعي والديموقراطي الشعبي كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية، وحزب الشعب الفلسطيني والتنظيم الشعبي الناصري والحركة اليسارية من أجل التغيير، وعدد من النقابيين وجمعيات أهلية.
من جهة ثانية، أعلنت حركة «فلسطين حرة» وتجمّع «صحافيون بلا قيود»، أول من أمس، إطلاق حملة «سفينة الصحافيين الأحرار» التي ستبحر إلى غزة نهاية الأسبوع الجاري لنقل مساعدات ومواد تعليمية لأطفال فلسطين المحاصرين، وصحافيين لتغطية الواقع الإنساني تحت الحصار.
وأعلن المنطمون أن التواصل والمراسلة والتبرع لحملة الاكتتاب للسفينة عبر الوسائل الآتية:
هاتف: 0096171699778
بريد إلكتروني:
[email protected]
رقم الحساب المصرفي
Fransabank Beirut – Lebanon Hamra branch 60730502