جوانّا عازار للفوز بلقب جغل الأوتوستراد عدد من الخطوات التطبيقيّة الواجب عليك اعتمادها وأنت تسير على طرق الأراضي اللبنانيّة. الشرط الأوّل تأمين سيّارة «موديل الألفين وطلوع»، الأفضل أن تكون «فوميه» كليّاً، أو جزئيّاً إذا تعذّر الأمر. ثانياً القيادة بسرعة هائلة والشوفرة بمعنى أن تجيد «الزوربة» (Between) بين السيّارات، ثالثاً أن تسبّب الطرش لمن حولك بتشغيل موسيقى عالية بعد أن تكون قد جهّزتها بنظامSurround System المعتمد في صالات الحفلات والأعراس. هنا، عليك أن تميّز بين «الوظوظة» و«الجغليّة»، لأنّ الأمر يلتبس على كثيرين فيخلطون بين الأمرين عن غير قصد. يطلب منك إزاء هذا الواقع أن تختار الأغاني الجغليّة على الموضة، ولكن التي لا يطغى عليها طابع «فولغير»، أي مبتذل. انتبه لمظهرك الخارجي، فـ«اللوك» له تأثير كبير، طبعاً بعد التأثير الذي يحدثه نوع السيّارة التي تقودها وموديلها. النظّارات الشمسيّة أكثر من ضروريّة ولو بعد مغيب الشمس، إيّاك أن تفرّط بها فهي سلاح أساسيّ يضفي على رجولتك ثقة. تسريحة الشعر أيضاً تضفي سحرها. وتبقى أمور تفصيليّة لكلّ جغل حريّة التصرّف بها، وهي بالتالي ما يميّزهم بعضهم عن بعض. لكنّ جغل الأوتوستراد لا يستحقّ لقبه بالكامل إذا لم يلفت نظر شابّة أو أكثر لغلطتها المتمثلة بأنها تقود سيّارتها على الأوتوستراد في الوقت عينه الذي يستعمله فيه جغلنا. التعليمات واضحة وصريحة، يقترب بسيّارته من سيّارتها، يفتح شبّاكه وينظر إليها، هنا يضطرّ أحياناً إلى نزع نظاراته «ليدبّل» لها عينيه متحدّياً ظروف اللقاء، فالوقت ضيّق. «ضوّيلها وطفّيلها»، زمّر إذا اقتضى الأمر، والخطوة الأخيرة ضع إشارة ضوئيّة إلى اليمين وهنا لا بدّ أن تفهم، فتتوقّف ليمين الأوتوستراد لتتبادلا رقمي هاتفيكما!
من يعلم، ربّما تتطوّر العلاقة بينكما في المستقبل، وقد تقف يوماً بفخر أمام أبنائك تخبرهم أنّك في يوم من الأيّام كنت جغل الأوتوستراد، ولكنّك اليوم نضجت وها أنت تنصح ابنك بالقيادة بتروّ وعدم إزعاج الآخرين لأنّ الأوتوستراد ليس ملكاً خاصّاً، كما اعتقدت دوماً!