رضوان مرتضىدخل النائب السابق الدكتور إسماعيل سكريّة قصر العدل أمس، ليُفرغ ما في جعبته من فضائح في ملفّ الصحّة والدواء، فقدّم وثائق ومستندات إلى النيابة العامة التمييزية تُثبت ما أدلى به في تصريحه في 22 نيسان 2010. حيث كان سكرية قد تحدّث في التصريح المذكور عن تهريب أدوية سرطان من مستودع الكرنتينا، وبيعها في السوق السوداء، بدلاً من تقديمها مجّاناً إلى المواطنين، الذي عدّه يومها وزير الصحة محمد جواد خليفة بمثابة إخبار. كذلك تقدّم سكرية بوثائق تُثبت كلامه عن فواتير وهمية استشفائية في عدد من المستشفيات، قدّرها بالمليارات، مذكّراً بحادثة رفض الوزيرين الأسبقين كرم كرم وسليمان فرنجية دفع مال عن فواتير رأيا أنّها مشبوهة وغير قانونية. وتحدّث عن لجنة في وزارة الصحّة، أُلّفت منذ سنتين للتحقيق في الموضوع، لكنها خلصت إلى أنّ المرضى حقيقيّون وكذلك الفواتير، فنتج من ذلك صرف أموال باهضة لصيدليتَين معروفتين.
وتحدّث النائب السابق لـ«الأخبار» قائلاً: «إنّ جميع المستندات التي تقدّم بها مصدرها التفتيش المركزي»، وأشار إلى أنه تقدّم بـ35 سؤالاً وضعها بين يدي القاضي سمير حمود، حيثّ عدّها بمثابة إخبار أمام القضاء يُحتّم التحرّك.
أصاب النائب السابق سكرية بأسئلته صميم الواقع الصحي، الذي ينخره الفساد على حدّ قوله، فرأى أنّ ما يجري هو عملية منظّمة لنهب المال العام. وانطلاقاً من اعتبار أنه يمكن المساومة على كل شيء إلّا صحّة الناس، رأى سكّرية أن ملفّ الصحّة خط أحمر، لذلك يرى أن مسؤوليته وواجبه الأخلاقي يفرضان عليه رفض وجود فساد في هذا القطاع.
لقد تناول النائب السابق في أسئلته مختلف جوانب الفساد في قطاع الصحّة، فتساءل عن مصير ملفات مهمة يُراد إقفالها: كالتحقيق في مسألة أدوية هبات حرب تموز، وفضيحة دواء الـ«بلافيكس» (plavix) الخاص بأمراض القلب والشرايين. كذلك طرح تساؤلات عن سبب تلزيم الدولة لأدوية الأمراض المزمنة لجمعية الشابات المسيحية؟
يرى النائب السابق سكرية أنّ الامتحان السياسي الجدّي يبدأ عبر إصلاح القطاع الصحّي، لذلك يشير إلى أنّ المدخل لإصلاح هذا القطاع يكون عبر محاسبة المسؤولين عن نهب المليارات من جيوب الناس. وذهب النائب السابق إلى حدّ اعتبار أنّ «نصف فواتير الاستشفاء في لبنان، على الأقل، وهمية»، لافتاً إلى أنه يتحمّل كامل المسؤولية عن كلامه لأنه دقيق وموثّق. ويرى سكرية أنّ الموضوع خطير جداً، لكنه متفائل لأنه لمس من جلسة اليوم جديّة واهتماماً.