تتراجع الحركة التصعيدية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية مع اقتراب استحقاق انتخابات مجلس مندوبي الرابطة وهيئتها التنفيذية. فبعدما بلغت هذه الحركة أوجها أواسط أيار للدفاع عن الحقوق، هناك من يتحدث عن توظيف المطالب سياسياً
فاتن الحاج، محمد محسن
يبدو أنّ صوت الحركة المطلبية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية بدأ يخفت بمجرد إقرار ملف الدخول في الملاك، وهو ملف مستحق تأخر صدوره 10 سنوات، وإعلان «الموافقة المبدئية» للجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون احتساب المعاش التقاعدي بالقسمة على 35 بدلاً من 40، فيما يبقى تعيين العمداء وتأليف مجلس جامعة يدير شؤونها، وهو الملف الأكثر حيوية للجامعة الوطنية، الذي يستحق إضراباً خاصاً به، أسير التجاذبات السياسية والمحاصصات الطائفية، فتترك الجامعة على غاربها ولا من يسألون، أو «هيك أريح للسلطة»، بحسب تعبير أحد الأساتذة. ومع ذلك، لا يخفى على بعض أهل الجامعة أنّه لا يمكن فصل ما تحقق في الآونة الأخيرة من مطالب لأساتذة الجامعة اللبنانية عن انتخابات رابطتهم التي تبدأ، الاثنين المقبل، مع انتخابات مندوبي الكليات لتنتهي بانتخابات الهيئة التنفيذية، وبالتالي محاولة استغلال الموقف سياسياً لإعادة دعم التركيبة الائتلافية للهيئة الحالية. لكن هذا البعض، يقرّ للهيئة النقابية بصوابيّة استغلال اللحظة لانتزاع المطلب «فهذا مشروع في العمل النقابي»، كما يقول أحد النقابيين.
هكذا، جاء إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية، أمس، باهتاً، فتفاوت الالتزام به بين الكليات وسط اعتراف الرابطة بتراجع الحركة التصعيدية على خلفية مقابلة الإيجابية بإيجابية. ويلفت د. حميد حكم، رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة، في اتصال مع «الأخبار» إلى أنّ الإضراب تقرر قبل اجتماع اللجنة الوزارية، واليوم تتجه الرابطة إلى إفساح المجال أمام إقرار مشروع احتساب المعاش التقاعدي على طاولة مجلس الوزراء. لكن حكم لا يخفي القول «إننا ما زلنا نحكم على حسن النوايا التي نريد ترجمتها إلى مراسيم ومشاريع قوانين»، مجدداً رفض الرابطة للمحاصصة في في تعيين العمداء.
وفيما يُدرج حكم قرار تراجع الحركة في خانة الحفاظ على مصالح الطلاب لإنهاء عامهم الجامعي بهدوء، لم ينسحب إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية على طلابها الذين قدّموا امتحاناتهم على نحو طبيعي، من دون الوقوف إلى جانب أساتذتهم. ما عدا كليّة الإعلام والتوثيق، لم تبدّل أي كلية في الجامعة اللبنانية مواعيد امتحاناتها.
الكليّات ليست معنيّة بـ«غضب» الأساتذة. تسير الامتحانات طبيعية. في مجمّع الحدث الجامعي، يقدّم طلاب كليّة العلوم امتحاناتهم النهائيّة، ويتناقشون في نتائج المونديال، أمّا إضراب الأساتذة؟ فـ«لسنا معنيين، نريد إنهاء امتحاناتنا. أبلغونا من الاثنين أن الامتحانات ستحصل برغم كل الإضرابات، لا يراقبنا الأساتذة بل الموظفون» يقول أحد الطلاب. بدورهم، قدّم طلاب كليّة الحقوق امتحاناتهم النهائية هذا العام، من دون الالتزام بإضراب الأساتذة. «أمامنا برنامج امتحانات طويل مدته 21 يوماً، وفي الكليّة استحقاقات مقبلة. لا يمكننا تعديل مواعيد الامتحانات أبداً» كما يقول رئيس مجلس طلاب الفرع الأول أيمن شحادة. ستبدأ الامتحانات في كليّة إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية في 19 حزيران المقبل، لكنّ هذا لم يمنع الطلاب من التوافد لتصوير مقرّراتهم، أو لحضور بعض الصفوف التي يعطيها أساتذة من المفترض أنّهم مشاركون في الإضراب. كليّتا الهندسة والفنون هادئتان، والدروس شبه طبيعية. كليّة الصحّة العامة والطب لا تشارك أصلاً في الإضرابات. كليّة الآداب والعلوم الإنسانية، تنهي اليوم الثالث من الامتحانات بشكل طبيعي، وخصوصاً بعد تحقيق مجلس طلاب الفرع مطالبه. وحدها كليّة الإعلام والتوثيق التزمت باعتصام الأساتذة، وأرجأت امتحانات اليوم (أمس) إلى الأول من تموز المقبل.