«ينتج الفن أشياء بشعة تصبح في الغالب أجمل مع مرور الوقت. في المقابل، تنتج الموضة أشياء جميلة تتحول دائماً إلى بشعة». لا تعني جملة الكاتب والمسرحي الفرنسي جان كوكتو أنه كان يكره الموضة. هو يصفها فقط. فحياة الموضة قصيرة، ودائمة التجدد، علماً بأن «حداثة أي جيل ليست سوى إحياء لموضة الجيل الذي سبقه»، كما يقول أيضاً المسرحي الساخر برنارد شو. البعض لا يتأثّر بها وبتحوّلاتها. معظم هؤلاء من الرجال. والبعض قد يتيّمون بها ويلهثون وراءها فيصبحون من «ضحاياها». معظمهم من النساء. يرى البعض أنها مخادعة لأنها تتعلق بالمظهر و«تجسّد رغبة المرء في ما يريد أن يبدو عليه لا أن يكونه»، كما يقول عالم الفلك الأميركي إدوين هابل. لكن معظم المصمّمين يُجمعون على أن الأناقة لا تتعلق بما يخيطونه من أثواب، بل بالطريقة التي تُلبس بها، وبحسب ما إذا كانت تلائم شخصية مرتديها، لا فقط جسده. الشروال، الميني ـــــ شورت، «البادي»، أقراط الأذن بالنسبة إلى الشباب، «هاي لايت» الشعر للصبايا، «البوركنشتوك»... تطول اللائحة إلى ما لا نهاية. يكفي أن تتمشى قليلاً في أي شارع لتكملها. هناك، على الأرصفة المكتظة، تمرّ نسخ منقّحة من البشر تسبّب ضموراً في خيال من يتفرّج عليها، أو أوجاعاً في عينيه، بحسب الحالة. المشكلة ليست في الموضة. المشكلة هي في بعض من يتبعها «عمّال على بطّال»، حتى لو لم تكن تلائمه، وبحرفية تسيء إلى فرديّته أحياناً.رنا...